الكونفدرالية الخليجية
هذا الاسبوع كان الحديث عن الكونفدرالية الخليجية او ما
يعرف بمشروع الاتحاد الخليجي هو محور الحديث في اغلب التغريدات عند الاشخاص الذين
اضفتهم على التويتر ومتابعيهم ..
اثارتني بعض التغريدات ، وخضت معهم النقاش والحوار ،
وكعادتي ابديت برأيي و وجهة نظري .. طبعا وجهة نظري مبنية على المعلومات البسيطة
التي امتلكها والتي اكتسبتها من الحياة بشكل عام ( تعليم – نقاش – قراءة – مواقع تواصل
اجتماعي – تلفزيون – اذاعة ..).
كان هناك تسريبات مفادها تحفظ كلا من الكويت والإمارات
عن فكرة المشروع ، ورفض عمان لهذا الاتحاد .
البعض من اشقائنا الخليجيين وصفوا عمان " بالمريضة
نفسيا ، لا تعرف متى توافق ومتى ترفض " ، وقالوا " عمان مع الصفويين
" ، و " عمان تساند ايران " والكثير من الكلام .. وهذه تحليلاتهم
او قراءاتهم للأحداث مبنية على ما يملكونه من المعلومات سواء كانت صحيحة او مغلوطة
.. في النهاية اجتهادات ..
وحان وقتي لأجتهد وأبلغكم برأيي حول السابق :
لأول مرة ربما منذ 21 عاما او يزيدون (يعني مع كم شهر
بحكم عمري) اشعر فعلا فعلا ان موقف
الحكومة يمكن ان يدفعنا لوصفها بالحكومة الرشيدة .. ولكن ليس من منطلق وصفها هي ، الرشيدة
هنا في موقفها لرفض الاتحاد .. وقد تكون رفضت لأسباب متعلقة بها ، في حين ان
اسبابي لرفض هذا الاتحاد قد تختلف .. ومهما اختلفنا المغزى واحد " لا للاتحاد
الخليجي الآن " ..
لماذا؟!
سأخبركم بأسبـابي ، والتي حقيقة هي مجرد اجتهادات في
التفكيـر ..
فكرة الاتحاد فكرة رائعة من منطلق ان " في الاتحاد
قوة " ولكن لا يتم الاتحاد الا بوجود عوامل مشتركة بين المتحدين ، في الخليج
ما يجمعنا : عروبتنا وديانتنا ، والبعض يقول عادتنا وتقاليدنا .. ولكن هناك عامل
مهم جدا وهو " تفكيرنا " فدول الخليج تتفاوت في مدى انفتاحها فتجد دول
تدعم " السياسة الليبرالية " و دول " متطرفة ومتشددة " ..
وهذا صعب ان تجمع فيما بينهم ، على عكس الاتحاد الاوروبي الذي يختلفون فيه في
اللغات والثقافات ولكن تجد ان الانفتاح يجمع فيما بينهم ومشتركة في دعمها لسياسة
الليبرالية .
يقال : الاتحاد الاوروبي تجربة ناجحة ، ودافع لنقيم
اتحادا خليجيا لنخطو خطاها متناسين ان في اوروبا الدول ديمقراطية جدا جدا مقارنة
بدولنا ، رئيس الوزراء يختاره الشعب ، بالتالي من سيمثل الاتحاد على الاغلب سيكون
من اختيار الشعب ، بمعنى اخر في اوروبا الشعب يشارك في الاتحاد ، و الاتحاد يهمه
مصلحة الشعب ، بعكس الاتحاد الخليجي الذي من وجهة نظري وتحليلي لأهدافه هو لحماية
مصلحة انظمة الحكم اكثر من حماية الشعب نفسه .
فمثلا الشغل الشاغل الذي لأجله اجتمعوا له وزراء الخليج
ثورة البحرين التي يعتبرها البعض ثورة والبعض الاخر يعتبرها فتنة ، فمن ضمن اهداف
الاتحاد قوة عسكرية وقوة امنية مشتركة لحماية الدول الاعضاء من الخطر الايراني ،
وستبدأ هذه القوة بالتأكيد في حماية البحرين من الطمع الفارسي على حسب اقوالهم ،
بمعنى ستهاجم " الثوار " والذين لو ركزنا هم " مواطنون " وان
كانوا من اصول غير عربية .. ما دام البحرين ارتضت لنفسها تجنيسهم اي توطينهم كان
الأولى لها ان تمنحهم وتكفل لهم كافة حقوقهم كمواطنين بدلا من ان تهاجمهم ، ويتدخل
الاخرين في حماية البحرين كما يقولون .. فمتى ما اعطيت الناس حقوقهم أمنت شرهم ..
بالتالي اجد ان الاتحاد سيزيد من الاستبداد ، لان القوة
العسكرية هذه ستتدخل في اي مظاهرة ستقوم باعتبارها خطر على امن الدولة ، وخطر على
امن الخليج حسب وجهة نظر اصحاب القرار ، في حين انه لو ركزنا ان المظاهرات في
الأغلب خطر على "انظمة الحكم " فقط لا على الدولة ككل .. فالدولة حكومة
وشعب لا حكومة وحدها ..
هذه بعض اسباب تأييدي للموقف الذي يرفض هذا الاتحاد ،
وربما يتغير مع الأيام ان فعلا تغيرت الأوضاع ..
لمن يود متابعتي على تويـتر :
18/05/012
وضحى البوسعيدي
تعليقات
إرسال تعليق