التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الوصية

كانت هناك في تلك الزاوية قابعة في الظلام تنتظر .. تنتظر قدومه مع ضوء ضئيل لا يكفي لأنارة الممر حتى .. منتظرة منه أن يأتي ويبدد الحزن الذي بداخلها .. يأتي وفي يده عصى سحرية تحول كل ما حولها من ظلام الى نور ، ومن آسى الى سعادة وسرور..

لم يأتِ هو ، واتت رسالة تبشر بتأخره عن الموعد ، كالمعتاد يخلف وعده ويختلق اعذار..

كانت تدرك انها اعذار كاذبة ، وانه حب مزيف ولكن كانت تظن انها لا تستحق ان تعيش في تعاسة لذا كانت توهم نفسها بأن اعذاره صادقة وانه لا يحب سواها فقط لتعيش كما يعيش الناس .. فقد كانت تظن ان كل زوجين في الحياة سعداء ، الا هي وزوجها..

ظلت بسكوت .. تبكي بصمت وسكون ، آملة ان يفكر فيها ولو للحظة ..

كان يعود وكأنه لم يعد .. وجوده في الوطن كعدمه .. كانت تتمنى لو انه لا يعود وان ذهب تتمنى عودته لتطفئ لهيب شوقها .. تطفئه لتشعل نار الغيرة والحزن والآسى ..

رضت بالمآساة وتركت حبها القديم لتعيش الجديد ايمانا منها بأقاويل الآخرين " الحب يأتي بعد الزواج" ..
بالفعل آتى من طرفها وحدها وبقي عالقا هناك وحيدا كورقة يتيمة في غصن شجرة ..

تكررت غياباته ، كلماته القاسية .. هو يعاني مثلها تماما ، كان ضحية من ضحايا الزواج التقليدي .. ملزوم ان يعيش بحرمان والسبب " وصية " تركها انسان انتهت حياته ، فقرر ان ينهي حياتهم معه ..

تحياتي /
وضحى البوسعيدي
27/2/2010

تعليقات

  1. مساء الخير ....
    الوصية قصة قصيرة جميلة ومعبرة للغاية
    كلماتها قليلة لكنها مليئة بدروس وحكم
    ذكرني ببرنامج عن القصص القصيرة كانت تذاع
    في هيئة الأذاعة البريطانية bbc
    نتمنى المزيد من القصص
    وتقبلي مروري

    ردحذف
  2. مساء الانوار

    شكرا لك على التعليق
    وعلى وجودك هنا

    ان شاء الله قريبا قصة جديدة

    بدأت اميل لكتابة القصص الطويلة ، ربما لكونها اسهل
    فاختصار الاحداث صعب نوعا ما

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

المعلقة الاخيرة لـ حسين العبري

" المعلقة الاخيرة " لحسين العبري رواية المعلقة الاخيرة ، رواية ليست بطويلة .. برأيي حجمها مناسب ، انهيتها في 3 ايام فقط رغم انه بمقدوري ان انهيها في يوم .. اعجبني اسلوب الراوي وحتى ان القصة بغموضها اعجبتني .. رغم انني لم اعرف بعد الفكرة التي يود ايصالها من خلال " الحبل المعلق والجسر " ، ويراودني سؤال / لماذا انهاها بإنتحار البطل؟!!!! صراحة كنت افكر وانا اقرأ مع البطل ما قصة هذا الحبل المعلق .. وفق الكاتب في وضع نهاية هذه القصة إذ أنها لم تكن متوقعة بتاتا .. اعجبني كثيرا اسلوب الكاتب في وصف البطل ، وتحليل تصرفاته ، اعتقد وظيفته كطبيب نفسي اسعفته في كتابة هذه الرواية .. عجيب انت يا د.حسين العبري.. الرواية لا تشعرني بالملل .. سأعيد قراءتها فيما بعد .. رأيكم فيها؟