لا ملائكة في الأرض يا وطني كنت صغيرا أجول في الحارة بين السكك ومعي مجموعة من أبناء حارتنا ، نلعب الاستخبأ ونختبئ حتى لا يرانا صاحب الدور ، وحينما كبرت أصبحت اختبئ خلف الأسماء المستعارة حتى لا يعرفني البعض .. كنت صغيرا انهض الصبح متذمرا وأعود من المدرسة متعبا ، وعلى مدى 12 عاما وأنا على الحال ذاته ، وحينما كبرت أصبحت اذهب للجامعة وأنا انوي أن أصلح الأعوام الماضية لأنني أدركت أن العيب لم يكن فيني حينما كنت أتذمر وأعود متعبا وإنما العيب في تلك المناهج المملة وفي تلك الكتب الثقيلة التي كنت احملها كرها على ظهري .. كنت مريضا حينما كنت أعاود المستشفيات والعيادات، ولازلت مريضا لأنني لم أتلقى علاجا بعد فلا زال موعد العلاج بعيدا.. واليوم بدأت أتناسى المرض لكي اتشافى نفسيا وأتعافى لأبدأ رحلة الإصلاح .. كنت طفلا أتخيل أن وطني كلها امن وأمان ، وخاليا من أي فساد كان ، وحينما كبرت دافعت عن وطني متخيلا أنها المدينة الفاضلة حسبما يبثه التلفزيون ، وحينما أقارن واقعي مع التلفزيون أجد أنني مخطئ بظني ولم اعترف بخطئي بعد معتقدا أنني سبب سوء أحوالي .. أنهيت المرحلة الجامعية وبشهادة تؤهلني للعمل في تخصصي ، أك...
هنا بعضي .. في كلمات اصف واقعا ، واتخيل مستقبلا