كانت هناك في تلك الزاوية قابعة في الظلام تنتظر .. تنتظر قدومه مع ضوء ضئيل لا يكفي لأنارة الممر حتى .. منتظرة منه أن يأتي ويبدد الحزن الذي بداخلها .. يأتي وفي يده عصى سحرية تحول كل ما حولها من ظلام الى نور ، ومن آسى الى سعادة وسرور.. لم يأتِ هو ، واتت رسالة تبشر بتأخره عن الموعد ، كالمعتاد يخلف وعده ويختلق اعذار.. كانت تدرك انها اعذار كاذبة ، وانه حب مزيف ولكن كانت تظن انها لا تستحق ان تعيش في تعاسة لذا كانت توهم نفسها بأن اعذاره صادقة وانه لا يحب سواها فقط لتعيش كما يعيش الناس .. فقد كانت تظن ان كل زوجين في الحياة سعداء ، الا هي وزوجها.. ظلت بسكوت .. تبكي بصمت وسكون ، آملة ان يفكر فيها ولو للحظة .. كان يعود وكأنه لم يعد .. وجوده في الوطن كعدمه .. كانت تتمنى لو انه لا يعود وان ذهب تتمنى عودته لتطفئ لهيب شوقها .. تطفئه لتشعل نار الغيرة والحزن والآسى .. رضت بالمآساة وتركت حبها القديم لتعيش الجديد ايمانا منها بأقاويل الآخرين " الحب يأتي بعد الزواج" .. بالفعل آتى من طرفها وحدها وبقي عالقا هناك وحيدا كورقة يتيمة في غصن شجرة .. تكررت غياباته ، كلماته القاسية .. هو يعاني مثلها تماما ...
هنا بعضي .. في كلمات اصف واقعا ، واتخيل مستقبلا