التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إلى هنا ..

كتبته ذات يوم .. في مارس 2010 ..
في ايام منفصلة .. ولم اكمل القصة بعد ، والسبب فيروس اجتاح الهارديسك .. ظننت ان الملف قد امتسح ولكن اليوم اكتشفت وجوده
وحينما عدت لقراءته اعجبني بحق ماكتبت .. ولا اذكر كيف خطرت ببالي تلك الكلمات والعبارات والفلسفات ، الا انها اعجبتني واردت مشاركتكم لي .. وارائكم حولها ..
طويلة نوعا ما ، لذا سأضعها عليكم على دفعات ،
بسم الله .. نبدأ
من هنا ابدأ، حيث أول حرف اخط فيه كل تلك الحكايات.. حكايات كثيرة في جعبتي ، تناقلتها من الجيران ، و زميلات الدراسة ، ومن بنات خالاتي ، ومن صديقاتي ، وطالبات الجامعة .. باختصار من أفواه الحريم ، تلك الأفواه التي عجزت بأن تخبئ الأسرار .. سوى فاهي أنا .. ولكن طبيعتي الأنثوية لزمت علي بأن اكشف عن كل مستور ، وان لم اكشفها نطقا بالحرف فإني هنا اكشفها كتابة بالحبر ، وتوثيقا لها في دفتر..
منعا للإحراج ، و سترا لكل إنسان ، ف"من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " لن اذكر الأسماء الحقيقة للشخصيات التي سأطلق العنان لقلمي لسرد حكاياتهم ، ولن احرمهم من حق اتخاذهم الاسم لذا سأذكرهم بأسماء محببة إلى قبلي فمن منطلق " أحب لأخيك ما تحبه لنفسك " ..
قد أكون هادئة معظم الأوقات في التجمعات، لا أتحدث كثيرا ولكن استمع كثيرا والتقط كل عبارة وكل كلمة وكل حرف، حتى علامات الترقيم تلك التقطها بدقة، فمن فاصلة موقوتة للتفكير، إلى آخر نقطة على سطر الحكاية..
قد لا اخبرهم برأيي وقتها، و لا بتحليلاتي واستنتاجاتي، لكن هنا بين هذه الوريقات سأفعل.. وسأحلل واستنتج، وأتعامل مع كل الحكايات وكأنها معادلات كيميائية غير موزونة بحاجة إلى إضافات حتى تصل إلى الوزن الصحيح..
أحيانا بعض الشخصيات يجرونني جرا لمتابعتهم إلى آخر حياتهم ، وآخرون ينصبونني نصبا فيتركوني أقف حيث أنا ، والبعض يرفعونني عن مقامي فأتنازل عن تكملة متابعة مشاهد حياتهم ..
المؤكد هو أن الفضول والوقت الفارغ هما عاملا حافزين يحفزونني على متابعة السرد، وإضافة بعض البهارات إن لزم الأمر، فالسرد الفارغ من أي نكهة ممل جدا، قد يجبرك على تقيؤ الأحداث وتفريغها من دماغك إلى الأبد..
ذاكرتي مليئة و ممتلئة إلى حد الاستعجاب.. ولكي استقبل المزيد فعلي تفريغها وليس لدي سبيل لإفراغ ما فيها إلا توثيقها على ورق حتى لا تضيع مني..
من أين ابدأ؟! ..
أُفضل من اقرب حكاية فالتفاصيل تكون لا تزال خالدة وباقية كما هي.. صحيح ستنقصها تفاصيل كثيرة كونها لا زالت القصة في بدايتها ولم تنتهي بعد والحياة لا زالت مستمرة..
هن عرفتهن عن قرب و كثب ، بدأت علاقتي فيهن في الأسبوع الأول لي بالجامعة ، كنت وقتها لست سوى فتاة تعجز عن التفكير في التقرب إليهن ، الى ان الحاجة اقتضت بأن احتك بالوسط الذي كنت اعتبره غريبا نوعا ما ..
بدأت علاقتي بهن بالسلام والسؤال عن الحال ، تطورت بالجلوس بالقرب من بعض في المحاضرات فقد تطلب الأمر ذلك.. كنت ولا زلت كثيرة الصمت في تجمعاتهن ولكنني في الواقع كثيرة الثرثرة بداخلي .. لا اعرف هل هو الخوف من أن لا يتقبلوا ثرثرتي؟! او الخوف من اكون العنصر الوحيد ذو التفكير الآخر؟!
أحيانا أفكر وأقول في نفسي لربما أنا مخلوقة فضائية وقعت بالخطأ هنا على هذا الكوكب .. لربما كنت أنا بالجنة و وسوسني إبليس فأكلت من تلك الشجرة الملعونة فقذفت هنا بين هؤلاء البشر..
لربما .. وربما .. وربما ..
كثيرة هي الأفكار التي تعبر مركز تفكيري وتتجسد هناك .. كنا دائما حينما نجتمع فيزداد عددنا واحدة تلو الأخرى أجد نفسي أكثر غرابة بينهم .. تفكيري يختلف عن تفكيرهن ، حديثهن ليس الذي استهويه .. ولا يناسبني ..
هل السبب أنني معقدة كما وصفتني "نجلاء" ؟!! أو السبب أنني انحدر من قرية نائية بعيدة عن العاصمة وكل ضجيجها كما ذكرت " زهرة "؟! أم أن السبب هو أنني إنسانة متحفظة جدا غير قابلة للتطوير كما تعتقد " سمية "؟!! أو كما تقول "فاطمة" أنني مريخية؟!!
صحيح لربما أنا من المريخ .. وبالخطأ وقعت هنا في هذه البقعة ونشأت فيها مع الأرضيين.. تقريبا أكثر الأحاديث اقتناعا بها هو أنني من المريخ ، فأنا لست بمعقدة .. فلو كنت معقدة لفعلت كما يفعل البعض من المعقدين والمتشددين ولكنني لست بهذه الفئة فأنا لا مشكلة لدي إن رأيت فتاة لم ترتدي عباءة وليست لدي مشكلة بأن أتعامل مع طالب في نفس المجموعة لإنجاز مشروع وليست لدي أي مشكلة من المشاكل التي تواجهها المعقدات هناك بالجامعة ..
أن انحدر من قرية بعيدة عن العاصمة ايضا ليس سببا وجيها ومقنعا فأغلبنا هناك من قرى بعيدة عن "مسقط " .. ولكن تفكيرهن يختلف عن تفكيري .. ، أن أكون متحفظة جدا غير قابلة للتطوير .. تحتاج العبارة إلى لحظات وقف وتحليل ..
متحفظة : قد أكون كذلك متحفظة ومحافظة ولكن هذا لا يعني أنني لا أتمرد عن بعض العادات فهناك الكثير من العادات التي لا تناسبني ولا تناسب تفكيري او طبيعتي ولكن اجبر في الكثير من الأحيان بأن اتبعها خوفا من العزلة والانعزال ..
غير قابلة للتطوير : لا اعتقد ذلك ، فمنذ إن جئت إلى مسقط تغيرت عما كنت عليه هناك في المضيبي أصبحت أضيف بعض الألوان على وجهي عكس ما كنت عليه سابقا اخرج فقط راسمة عيني بكحل .. لا ارتدي البرقع الذي كنت أغطي به ملامح وجهي واظهر فقط عيناي ، أصبحت ارتدي الحجاب الملون بعد أن كان الحجاب على رأسي مقتصرا على السواد فقط .. أصبحت ارتدي بنطلون الجينز وان كان ارتداؤه تحت العباءة فقط ففي المضيبي لا اذكر وان سبق وان ارتديت يوما سروالا غير ذاك التقليدي الشبيه بسروال "دريد لحام " في مسلسل " غوار" ..
هذا يعني أن هذا السبب غير صحيح .. الأقرب للصحة إلى الآن هو أنني مريخية ..
وضحى البوسعيدي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

"لكن" المخيفة، و"الإيجابية" التي تحمل كل السلبيات

    كان اليوم طويلا .. الساعة تمر ببطء شديد، مرعب جداً كم الشعور الذي عشته بالأمس، ومرعب أكثر ما رأيته خلال ساعات.. فجأة فقدت الشعور بالجوع والعطش، ما كنت اتذكر إلا من تذكير والدي وأخي وزوجته وخالاتي. فقدت الشعور بالتعب والألم، ما شعرت إلا بالخوف وبطء الوقت، وكنت اتمنى أن يكون ما أعيشه كابوس . صعب أن تعيش لحظة يقول فيها الطبيب عن حالة تتوقعها بسيطة إلى أنها حالة بحاجة إلى إسعاف طارئ ونقل للمستشفيات المرجعية، الأكثر رعبا أن يخبروك أنهم في انتظار مستشفى يرد على توفر سرير واستقبال المريض.. وتمر الدقائق ببطء لتكمل ساعة وأنت تفقد الأمل، ويبدأ اليأس يتسلل في داخلك، خاصة وأنت تعرف عن الوضع وتشاهد الأرقام وتسمع عن امتلاء المستشفيات .   تسأل عن خيارات أخرى ويخبروك بخيار مرفق به كلمة "لكن" .. ساعة ونصف أو ربما يزيد إلى أن تلقينا رد بقبول الحالة في المستشفى السلطاني، تستعد بكل ما أوتيت من قوة، تتماسك ، تحاول أن تبدوا بمظهر القوي وفي أول لحظة يخبرك الطبيب: "لا يمكن لمرافق الدخول لسيارة الاسعاف" ، مؤلم الشعور أن تترك من تحب يغادر دون أن ترافقه وتكون بقربه.. مؤلم جدا .   كن