التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لا ملائكة في الأرض يا وطني -2-

مرت علي أيام لم أكن أتوقع أن أعيشها في وطني ، تلك المدينة التي توهمت أنها المقصودة بالفاضلة عند أفلاطون ، و تفاجأت أنها ليست كذلك وان لا مدينة في الكون فاضلة .. هي محض أحلام وأوهام وقد تكون مجرد حبر على ورق ..

الجديد في وطني ، أن الحرائق تحدث بصورة طبيعية مسبقا أما الآن وان حدث أي حريق فالمتهمون موجودون عند الناس فكما قال احدهم على الفيس بوك : إن سألت الحكومة فمتسبب الحريق هم المعتصمون وان سألت المعتصمون فمسبب الحريق هم الأمن المندسون ..
أصبحت الحرائق لا تحدث إلا لسببين إما المعتصمون أو الأمن المندسون.. من عجائب الدنيا التي لا ادري كم وصلت عددها إلى الآن ، فكلما مر بي العمر اكتشفت أعجوبة من العجائب والجدير بالذكر أن موطني قد دخل إلى قائمة الدول العجيبة ..

الغريب في وطني " أن المتهم مذنب حتى تثبت براءته " بعكس القاعدة التي تقول " المتهم بريء حتى تثبت إدانته" ... الدليل خبر عصابة التنين ونشر صور وأسماء لأشخاص في حادثة جديدة من نوعها على تلفزيوننا ، هذا التلفزيون الذي فجأة غير من نهجه ليرضي طموح المشاهد العماني ولكنه فشل فشلا ذريعا فجاء بنتائج عكسية والسبب القيام بخطوة غير مدروسة .. وان كانت مدروسة فقد كانت الدراسة فاشلة وبامتياز..

يبدو أن الملائكة تنعدم في وطني ، وان شياطين الإنس زاد عددها فمن مخرب وقاطع طرق بحجة المطالبة بالحق، ومعتد بحجة الإجراءات الأمنية ، ومشكك في نوايا الناس بحجة الكتابة الصحفية ، وشاتم للغير بحجة حرية التعبير عن الرأي ، وناهب بلا دليل وغيرهم الكثير ..

لا ملائكة في الأرض يا وطني .. كلما مر بي العمر تتضح الجملة اكثر في واقعي ..

24/5/2011
وضحى البوسعيدي

تعليقات

  1. اذن انت مصلحة
    بكل زمان ومكان
    يقول المصلحون ان الشر زاد
    ويقول المخربون ان الخير زاد
    وتستمر الحكاية لنهاية حياة الزاد

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

"لكن" المخيفة، و"الإيجابية" التي تحمل كل السلبيات

    كان اليوم طويلا .. الساعة تمر ببطء شديد، مرعب جداً كم الشعور الذي عشته بالأمس، ومرعب أكثر ما رأيته خلال ساعات.. فجأة فقدت الشعور بالجوع والعطش، ما كنت اتذكر إلا من تذكير والدي وأخي وزوجته وخالاتي. فقدت الشعور بالتعب والألم، ما شعرت إلا بالخوف وبطء الوقت، وكنت اتمنى أن يكون ما أعيشه كابوس . صعب أن تعيش لحظة يقول فيها الطبيب عن حالة تتوقعها بسيطة إلى أنها حالة بحاجة إلى إسعاف طارئ ونقل للمستشفيات المرجعية، الأكثر رعبا أن يخبروك أنهم في انتظار مستشفى يرد على توفر سرير واستقبال المريض.. وتمر الدقائق ببطء لتكمل ساعة وأنت تفقد الأمل، ويبدأ اليأس يتسلل في داخلك، خاصة وأنت تعرف عن الوضع وتشاهد الأرقام وتسمع عن امتلاء المستشفيات .   تسأل عن خيارات أخرى ويخبروك بخيار مرفق به كلمة "لكن" .. ساعة ونصف أو ربما يزيد إلى أن تلقينا رد بقبول الحالة في المستشفى السلطاني، تستعد بكل ما أوتيت من قوة، تتماسك ، تحاول أن تبدوا بمظهر القوي وفي أول لحظة يخبرك الطبيب: "لا يمكن لمرافق الدخول لسيارة الاسعاف" ، مؤلم الشعور أن تترك من تحب يغادر دون أن ترافقه وتكون بقربه.. مؤلم جدا .   كن