التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اعترافات -1-




اعترافاتـ

وضحى البوسعيدي


الأيام تمر .. ولا زلت حية ارزق، اقترف الكثير من السيئات.. كما أنني لم انسي الحسنات ..
الأيام لا زالت تمر .. وأنا عاجزة عن الاعتراف حول بعض الأمور التي ما أجد أن الاعتراف بها لحظة وقوعها تمهيدا لكارثة عظيمة ..
وبما أن الأيام مرت وتمر .. حان وقت الاعتراف ..

الاعتراف الشفهي بالنسبة لي صعب جدا .. والاعتراف الكتابي أيضا صعب ولكنه أهون من الشفهي ..
فأحيانا حين الاعتراف بالخطير جدا شفهيا أصاب بربكة واقترف مصيبة أخرى تجعلني أرغم بالاعتراف بها لاحقا .. وما املكه الآن الكثير علي الاعتراف به أولا حتى أجد مساحة للاحتفاظ بالاعترافات الأخرى .. ذاكرتي ممتلئة وبحاجة إلى تفريغ عاجل ..

لا أعرف كيف ابدأ ، ومن أين ابدأ ؟ .. وما هو الأسلوب الذي انتهجه لصياغة اعترافاتي ..
ولا زلت مترددة .. هل اعترف بكل شي أم احتفظ بالبعض؟!!
الأكيد أن علي الاعتراف حتى افرغ ذاكرتي قليلا ، فأنا بحاجة ماسة إلى مساحة فارغة لكي احتفظ بالجديد .. لم اعد أقوى على استقبال أي جديد للحفظ ..

مر من عمري في هذه الحياة أكثر من 20 عاما و 8 أشهر و 15 ساعة .. ( إنني اكتب الآن والساعة 15:39 دقيقة – في يوم من أيام شهر أغسطس الحامي ، بالتحديد في العامرات الحارة جدا صيفا ، والتي كانت في يوم ما فيما مضى تتسمى بالمهدمات كما علمت ..) ..

على مدى 20 عاما ، قمت بالكثير ، ولا زال هناك الكثير الذي أتطلع القيام به .. متأملة بأن ما بقى مما اطمح القيام به أن يتم تنفيذه دون أي خطأ يرتكب ، حتى لا اجبر على الاعتراف، فلحظة الاعتراف هذه قد اجني من خلالها الكثير ، وبالتأكيد ليس الكثير من المال مثلما الذي يجنونه المشتركون في برنامج لحظة الحقيقة .. فلا احد هنا ينتظر اعترافاتي ليكافئني مالا ، وإنما هناك عيون تنتظر الاعترافات للتشبع فضولها ، والبعض للشماتة.. وأنا مثلهم أحيانا ،انتظر اعترافاتكم على أحر من الجمر لنفس الأسباب في الأغلب ، وقد يكون هذا اعترافي الأول حول حقيقة فضولي لمعرفة اعترافات غيري..

هنا .. أتردد هل اعترف بما اقترفت أم اعترف بآرائي حول ما شهدت في هذه الحياة ؟! .. يبدو أنني سأكون حائرة بين الاثنين وربما اعترف بالاثنين ..

لكي استطيع الاعتراف بكل أريحية ، علي أن أخبرك بحقيقة أؤمن بها حينما أريد أن اقوي نفسي وهي : أنت لن تكون أفضل مني ، فلم تخلق ملكا لتكون مثاليا ، وأنا لم اخلق من النار حتى أكون شيطانية في كل أفعالي ..

هذه بداية مشجعة للاعتراف ..



*** حفظا للحقوق الصورة ملطوشة من النت

تعليقات

  1. لكي استطيع الاعتراف بكل أريحية ، علي أن أخبرك بحقيقة أؤمن بها حينما أريد أن اقوي نفسي وهي : أنت لن تكون أفضل مني ، فلم تخلق ملكا لتكون مثاليا ، وأنا لم اخلق من النار حتى أكون شيطانية في كل أفعالي ..
    كلام سديد ومنطقي كل البشر غير معصومين من الخطاء والأعتراف بلخطاء فضيله والناس تنظر أليه كأنه هو المخطئ الوحيد من البشريه
    وسوف ينظر أليه بنظرة تتدل على جرم الخطاء المرتكب من جانبه ولكن من المفترض أن يعامل الشخص المعترف عن الخطاء بكل أحترام وتقدير
    لان في هذا الزمن نادر من يعترف بلخطاء

    ردحذف
  2. خالد ..

    نورت مدونتي
    واعتذر على تأخري في التعقيب بسبب الاعطال الفنية الخارجة عن الارداة

    المفترض أن يعامل الشخص المعترف عن الخطاء بكل أحترام وتقدير


    هذا هو المفترض
    ولكن الواقع يختلف وبقوة .. فلو ارتكبت جريمة واعترفت بها امام الملأ تصبح مرتكبا لجريمة اقوى .. لن تغتفر لك مهما حييت

    شكرا لتواجدكـ

    نورتنا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

"لكن" المخيفة، و"الإيجابية" التي تحمل كل السلبيات

    كان اليوم طويلا .. الساعة تمر ببطء شديد، مرعب جداً كم الشعور الذي عشته بالأمس، ومرعب أكثر ما رأيته خلال ساعات.. فجأة فقدت الشعور بالجوع والعطش، ما كنت اتذكر إلا من تذكير والدي وأخي وزوجته وخالاتي. فقدت الشعور بالتعب والألم، ما شعرت إلا بالخوف وبطء الوقت، وكنت اتمنى أن يكون ما أعيشه كابوس . صعب أن تعيش لحظة يقول فيها الطبيب عن حالة تتوقعها بسيطة إلى أنها حالة بحاجة إلى إسعاف طارئ ونقل للمستشفيات المرجعية، الأكثر رعبا أن يخبروك أنهم في انتظار مستشفى يرد على توفر سرير واستقبال المريض.. وتمر الدقائق ببطء لتكمل ساعة وأنت تفقد الأمل، ويبدأ اليأس يتسلل في داخلك، خاصة وأنت تعرف عن الوضع وتشاهد الأرقام وتسمع عن امتلاء المستشفيات .   تسأل عن خيارات أخرى ويخبروك بخيار مرفق به كلمة "لكن" .. ساعة ونصف أو ربما يزيد إلى أن تلقينا رد بقبول الحالة في المستشفى السلطاني، تستعد بكل ما أوتيت من قوة، تتماسك ، تحاول أن تبدوا بمظهر القوي وفي أول لحظة يخبرك الطبيب: "لا يمكن لمرافق الدخول لسيارة الاسعاف" ، مؤلم الشعور أن تترك من تحب يغادر دون أن ترافقه وتكون بقربه.. مؤلم جدا .   كن