التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجرد قصة -١-



ككل يوم يرن منبه صلاة الفجر ، اسارع بإغلاقه وانا في عتمة .. احاول العودة للنوم لكن فكرة ان يغلبني الشيطان لا تروقني ، انهض من السرير اتوجه لدورة المياه ، قد اغفو قليلا واعود لاصارع الشيطان الذي في داخلي واكمل مهمتي للصلاة . 

بعدها اعاود محاولات النوم البائسة ، اتقلب في السرير ، فتأبى عيناي النوم ، لألجاء الى قراءة تغريدات الصباح التي تشعرك بأن الدنيا بخير ، والحياة كلها باعثة للأمل والتفاؤول ، وشعبنا شعب يحب الايجابية لدرجة اشعارك انه شعب المدينة الفاضلة .. 

فجأة يخطفني النوم لسويعات ، انهض بعدها لأجد ان هناك تغريدات جديدة ، تجعلني في محل شك عن اصحاب التغريدات الأولى ، تشاؤوم ، شكاوي ، سب ، تهكم وسخرية .. ولاشيء على الارض يستحق الحياة..


اتذكر فجأة انني خريجة بكالوريوس من اعرق جامعة في البلد ، بالاحرى الجامعة الحكومية الوحيدة والمتفردة ، وانني مكثت عاما ويزيد باحثة عن عمل ، افتح السبلة .. واقرأ موضوع تلوى الاخر عن وظائف شاغرة ، ان وجدت وظيفة دون خبرات تأتيني الامال من لا مكان .. 

اتفائل واتناسى كل مايشاع عن المحسوبية و الواسطة واقول وانا اضحك على ذاتي لاتحلى بالايجابية التي تحلوا بها صباحا أولئك المغردون الذين فجأة تحولوا ٣٦٠ درجة : واسطتي هي شهادتي و ... اقف هنا افكر و ... انها الخبرات التي لم اكتسبها بعد ، وكيف لي ان اكتسب خبرات يطلبونها دونما فرصة لممارسة تخصصي؟! .. لا بأس خبراتي في الحياة كثيرة ، فأن تكون باحث عن عمل كفيل بأن يكسبك خبرات ومهارات حياتية يعجز عن اكتسابها من وجد شاغرا بعد تخرجه مباشرة .. 

اتوجه للمطبخ ، اتعارك قليلا مع الخادمة بسبب تأخرها في تنظيف البيت الذي يخلو من كل كائن سوانا انا وهي .. اباشر اعمال المنزل ، واناظر يداي التي بدت تفقد شيئا من النعومة اتوجه لغرفتي وابدأ بخلط تلك السوائل واخترع خلطات اضعها في وجهي خوفا من ان تظهر عليها التجاعيد .. لا زلت في بداية العشرينيات ولم اتزوج بعد ، اه .. انني باحثة عن زوج ايضا!! 

يصل وقت الظهر ، وبعد الصلاة اتسمر امام الصندوق المتحدث المشع بألوان كثيرة .. ما ابشع الالوان التي تنعكس من تلك القناة ، وما اقدم ذاك الشعار الذي يفوقني عمرا . هذا المذيع اعرفه شخصيا كم هو جميل على الطبيعة وما ابشعه في هذه القناة ، لا بأس .. نتابع .. لا شيء جديد ، خبر بايت ، تصريحات لا اثر لها في الواقع ، عبارات منمقة سوف ، سندرس ، ..  وغيرها من افعال المستقبل الذي لن يأتي .. او قد يأتي في وقت متأخر ..
اقلب لقناة اخرى ، تفجيرات ، قتلى ، مصابين ، معارضة ونظام .. دماء ، اشلاء ، دموع دمار وانسان .. اتأمل بحرقة ، على الاقل ضاعت اعمارهم لسبب ما وانا ؟! يمر يوم مابعده يوم دون سبب ومع شهادة بكالوريوس حققت من خلالها درجة شرف .. اتحسر واتحسف فاقلب القناة ..
اعلان برنامج غنائي جديد ، مسابقات جديدة ، احلام تتحقق كما يزعمون .. ارسل ويختفي رصيدي في لحظات رغم ان حلمي بسيط ولا يحتاج الى كل تلك المبالغ التي اختفت .. حلمي ان اعمل .. نعم ان اعمل ، الحلم الذي قد تعتبره حق من حقوق اي انسان على وجه الارض .. ايأس .. واعود حيث افرغ شحناتي ، امام المرأة .. امسك باللاقط افحص حواجبي، هناك شعيرة بحاجة الى ان تنتزع .. انهي المهمة فأنام .. 

منبه الاذان ، صلاة العصر .. انهض خوفا من انام العيلولة وتصيبني علة تختم حياتي ، اصارع ذاك الشيطان اصلي واقرأ شيء من كتاب الله .. اقرأ التغريدات ، لا زالت الحياة صعبة ، لا شيء يبدد الحزن في داخلي . فجأة خبر كان ممكنا ان يبدو سعيدا لولا انه تأخر ، اول دورة مياه عامة عن طريق الدفع في شاطيء ما .. سيل من النكت والسخرية ، احاول ان اكون ايجابية ولكن .. انجر خلفهم وا خترع نكتة ورا نكتة .. 

نعم النكت هي ما احتاجها الان ، لانسى شيء من المآسي ، لانسى فكرة ان العمر يمضي وانا ابحث عن عمل وزوج وامل .. 

يمر اليوم ، وتتكرر المشاهد ، الكل يعود للمنزل ، زوجة اخي تريني ما اقتنت .. اتمنى مثله ولكن اخجل ان اطلب 
اعلان يصلني في هاتفي عن تنزيلات في احد المحلات ، اريد ان اشتري ولكن من اين لي المال ؟! 
اخي الصغير ينجز مهامه المدرسية بامتياز ويكرم ، اتمنى ان اكافئه لكن كيف ؟! 
اليوم عيد ميلاد والدي ، اريد ان اهديه شيئا .. من اين؟! 
بعد اسبوع العالم يحتفل بيوم الام .. اتمنى ان اهدها قلادة ذهب .. انها امنية .. 

انام وانا في الاحلام مستيقظة اعيش اجمل اللحظات ، اعمل في احدى المؤسسات بمنصب رئيس قسم ، املك سيارة مرسيدس سوداء ، اعود من عملي ومعي باقة ورد وطقم ذهب بسيط هدية امي ، وعلبة شوكلاته لاخي ، وقبل اسبوع اهديت والدي عطرا من اجمل العطور .. وفي العصر انا واختي نتسوق ونتجهز لعرسي الذي سيكون بعد ٥ اشهر .. 

يرن منبه الصلاة ، اعود للحياة وتتكرر القصة .. بحثا عن امل ..


** اعلاه مجرد قصة من نسج الخيال ،، بعض مافيها واقع ، ليس بالضرورة ان تكوني انت المقصودة ولست انا بالطبع ، فلم اكمل بعد عاما من تخرجي ، ولا املك هوسا في الجمال ، وحواجبي تعجبني مثلما هي .. واغلب ماتمنيت تحقيقه تحقق ولازال الامل بداخلي لم يضع بعد لابحث عنه .. ولكنني لا زلت باحثة عن عمل 

** الصورة لم تلتقطها عدستي وانا وجدتها من خلال محرك البحث الشيخ جوجل .. 


وضحى البوسعيدي 


تعليقات

  1. واااو حلو مامي للامام ^_^

    تحياتي luly albusaidi

    ردحذف
  2. ناااايس
    والى الامام دوما
    um luai

    ردحذف
  3. جميل .... الحلو فيه انه واقعي

    ردحذف
  4. جميل .... الحلو فيه انه واقعي

    ردحذف
  5. جميل .... الحلو فيه انه واقعي

    ردحذف
  6. شكراً لكم وعلى تعليقاتكم ومروركم الجميل لمدونتي .. شكراً

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

"لكن" المخيفة، و"الإيجابية" التي تحمل كل السلبيات

    كان اليوم طويلا .. الساعة تمر ببطء شديد، مرعب جداً كم الشعور الذي عشته بالأمس، ومرعب أكثر ما رأيته خلال ساعات.. فجأة فقدت الشعور بالجوع والعطش، ما كنت اتذكر إلا من تذكير والدي وأخي وزوجته وخالاتي. فقدت الشعور بالتعب والألم، ما شعرت إلا بالخوف وبطء الوقت، وكنت اتمنى أن يكون ما أعيشه كابوس . صعب أن تعيش لحظة يقول فيها الطبيب عن حالة تتوقعها بسيطة إلى أنها حالة بحاجة إلى إسعاف طارئ ونقل للمستشفيات المرجعية، الأكثر رعبا أن يخبروك أنهم في انتظار مستشفى يرد على توفر سرير واستقبال المريض.. وتمر الدقائق ببطء لتكمل ساعة وأنت تفقد الأمل، ويبدأ اليأس يتسلل في داخلك، خاصة وأنت تعرف عن الوضع وتشاهد الأرقام وتسمع عن امتلاء المستشفيات .   تسأل عن خيارات أخرى ويخبروك بخيار مرفق به كلمة "لكن" .. ساعة ونصف أو ربما يزيد إلى أن تلقينا رد بقبول الحالة في المستشفى السلطاني، تستعد بكل ما أوتيت من قوة، تتماسك ، تحاول أن تبدوا بمظهر القوي وفي أول لحظة يخبرك الطبيب: "لا يمكن لمرافق الدخول لسيارة الاسعاف" ، مؤلم الشعور أن تترك من تحب يغادر دون أن ترافقه وتكون بقربه.. مؤلم جدا .   كن