التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون


في ٢٠٠٨ خبر مفرح كنت انتظره ذات يوم، كان حلما ليصبح حقيقة ، اذكر فجر اليوم ذاته وانا خارجة مع خالتي باحثين عن جريدة .. نعم الجريدة التي لا نقرأها ولا نستخدمها وقتها الا كسفرة او منشفة اثناء تنظيف جامة السيارة .. 
لم نجد جريدة ، وانتظرنا الى الساعة السابعة وعدنا للبحث ولا جريدة صباحية وصلت وقتها ، ولم يكن لنا سوى اللجوء الى الانترنت .. 
خبر مفرح لي ولمن حولي ، نعم كان صادما للبعض خاصة أمي التي اصيبت بإحباط شديد بعد معدلاتي المخيبة للآمال في الفصل الاول من الصف الثاني عشر ..

دخلت الجامعة وحققت حلمي وحلم والدي ، اخوتي وأحبابي من حولي .. درست الإعلام ، لم يشجعني احد لدخول التخصص حتى أنا نفسي قبل الجامعة كنت اقول في نفسي الاعلام قد امارسه كموهبة وهواية ولن ادرسه ..
 بعد عام من الدراسة في القسم رضيت بالتخصص وفكرة التحويل لتخصص اخر اخرجتها من بالي وبقيت في بال والديي .. 
في ٢٠١٠ لا زلت اذكر هذا الموقف جيدا بكل تفاصيله ، توجهت الى مكتب مساعد عميد الكلية للتدريب والذي كان يوما اول دكتور قسم الاعلام يستقبلنا بمقرر مقدمة في الاتصال الجماهيري ، والذي هو اليوم معالي وزير الاعلام .. وبيدي ورقة انسحاب من الجامعة ، لا احد عارض فكرة انسحابي من اهلي لشدة مرضي ومعاناتي ، الا هو .. ونصحني باستبدال ورقة الانسحاب الى اخرى ورقة تأجيل فصل .. 

اصبت بإحباط أكثر حينما نزل معدلي من ٣ في اول فصل لي بالجامعة الى 2.29.. 
٦ اشهر ويزيد مابين البيت والمستشفى ، بعدها عدت للجامعة وانا لا زلت اشعر بنفور منها.. خاصة مع تذكر معدلي الفصلي ٢.٢٩ والتراكمي الذي ضعف مع صعف ادائي .. 
بحمد من الله استطاع مرضي لان يتحول من عامل محبط لي ليكون الدافع الذي يدعوني للاجتهاد ، فأصبحت اشغل نفسي كل لحظة ودقيقة كي لا افكر بالمرض ، وتطورت حالتي بأن اتعايش معه واعود ل وضحى القديمة .. 
نعم المرض كان دافعي الأكبر بأن ارفع معدلي وأعيده الى ٣ بعد جهد جهيد ، المرض كان دافعا بأن اشارك في كل ما استطيع المشاركة به من عمل تطوعي وفعاليات مختلفة في الجامعة وخارجها ، ولا زال المرض دافعا لكي لا أيأس .. فلا ييأس من رحمة الله الا القوم الكافرون .. 

رسالة خاصة الى دكتوري العزيز : 
دكتوري العزيز : شكراً لك من اعماق قلبي .. شكراً لك بحجم السماء ، فلولاك لقدمت ورقة انسحابي ولم اكمل تحقيق حلمي وحلم 
والدي واهلي 
دكتوري العزيز : بعد اسبوعين سأتخرج وارتدي اللبس البنفسجي واحمل شهادتي لأفخر باللحظة امام الجميع ان شاء الله ، اتمنى ان تكون حاضراً ، وان لا تفوتني صورة معك وانا في لحظة التخرج .. 
دكتوري العزيز : كنت لي بمثابة الأب ولا زلت .. وكنت لي الأخ فكلانا ابناء منصور كما كنت تقول ، لا زلت حينما اراك اذكر كل اللحظات السعيدة ودائما حينما اراك او اذكرك اشعر بفرح يغمرني .. أسأل الله ان يوفقك ويسعدك كما اسعدتني .. 

تحياتي : 
وضحى البوسعيدي 
خريجة بكالوريوس الاعلام ٢٠١٣
١/١١/٢٠١٣ 

تعليقات

  1. جميل جدا حتى انا كذا حاليا بفروق بسيطة .. سنتغلب على الصعاب بأذن الله.. كذا قصتك فيه من الطاقة الايجابية .. خلت الأمل الزعول يرجع.
    شكرا لك .. جزاك الله خير.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

"لكن" المخيفة، و"الإيجابية" التي تحمل كل السلبيات

    كان اليوم طويلا .. الساعة تمر ببطء شديد، مرعب جداً كم الشعور الذي عشته بالأمس، ومرعب أكثر ما رأيته خلال ساعات.. فجأة فقدت الشعور بالجوع والعطش، ما كنت اتذكر إلا من تذكير والدي وأخي وزوجته وخالاتي. فقدت الشعور بالتعب والألم، ما شعرت إلا بالخوف وبطء الوقت، وكنت اتمنى أن يكون ما أعيشه كابوس . صعب أن تعيش لحظة يقول فيها الطبيب عن حالة تتوقعها بسيطة إلى أنها حالة بحاجة إلى إسعاف طارئ ونقل للمستشفيات المرجعية، الأكثر رعبا أن يخبروك أنهم في انتظار مستشفى يرد على توفر سرير واستقبال المريض.. وتمر الدقائق ببطء لتكمل ساعة وأنت تفقد الأمل، ويبدأ اليأس يتسلل في داخلك، خاصة وأنت تعرف عن الوضع وتشاهد الأرقام وتسمع عن امتلاء المستشفيات .   تسأل عن خيارات أخرى ويخبروك بخيار مرفق به كلمة "لكن" .. ساعة ونصف أو ربما يزيد إلى أن تلقينا رد بقبول الحالة في المستشفى السلطاني، تستعد بكل ما أوتيت من قوة، تتماسك ، تحاول أن تبدوا بمظهر القوي وفي أول لحظة يخبرك الطبيب: "لا يمكن لمرافق الدخول لسيارة الاسعاف" ، مؤلم الشعور أن تترك من تحب يغادر دون أن ترافقه وتكون بقربه.. مؤلم جدا .   كن