التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مأســــــاة -2-

تنويـــــــــه ..
احب ان اقول ..انني حينما احكي عن المآسي التي عانيتها هنا مع المرافق الصحية في بلادي ، لا اعني بذلك تهجمي لهم ولا اعني انهم دون المستوى ، ولكن انقل لكم الحقيقة والواقع الذي عايشته وتفسيري له ..
فلا داعي للوطنيين من الدرجة الغريبة ان يفسروا ما اكتب على انه تهجم و انتقاص من قدر الدولة او على انه اعتداء على اجهزة الدولة وغيرها ، اقول هذا القول لان حدث لي موقف في احد المرات فإذا بهجمات تأتيني من الوطنيين الغير عاديين .. على العموم هذا تنويه يسبق تكملة القصــــة .. واعود لموضوع المأساة..

في غرفة العمليات ..
وانا هناك حينما ادخلت واشعر وكأنني أساق إلى الموت ،رغم ان العملية التي كنت سأخوضها عملية جراحية بسيطة جدا.. وانا تحت تأثير التخدير اشعر بحالات غريبة ، فإذا بالمخلوقات ذو الرداء الازرق والكمامات حولي ويتسألون ، هل هذا هو موضوع العملـية ؟! وانا
استغرب من تعجبهم ؟!! لم يتعجبون ..
ويسألونني بلغتهم العربية المكسرة : " هدا مكان مال املية؟! " وانا تحت تأثير المخدر ودونما ارى الى اين يشيرون أوميء رأسي واقول : "يس يس هدا " .. وهم يزدادون تعجبا واستغرابا ، واذا بتشاور عجيب حدث بينهم والحديث الذي لم يتوقف وانا فقط اسمع ولكن لا اعي .. الى ان قمت جالسة لارى فيما يختلفون .. فإذا بهم يشيرون الى مكان اخر في رجلي الايمن ، كان يقصدون جرح صغير في ركبتي ،هنا تفهمت حالة الاستعجاب والاستغراب التي مروا بها .. فأشرت لهم الى موضع العملية .. وقالوا : " آآآه " ..
التساؤل الذي دار في رأسي هنا .. هل لم تصلهم تقارير عن حالتي ؟! وهل يدخلون لغرفة العملية المريض دون ان يعرفوا علته او يتأكدوا منها؟!!!
ماذا لو انني نمت هل كانوا سيقومون بشق تلك المنطقة والتفنن فيها دون معرفة العلة؟!!! ..
ما بعد العملــيـة ..
عدت الى حيث كنت وافقت بعد سويعات من الموت المؤقت ، لاجد اخي واختي هناك .. اذا هم يحدثونني وانا لا زلت غير مستوعبة للكلمات التي ينطقونها .. هل كانوا يتحدثون باللغات التي اتحدثها ؟ ام انهم كانوا يتحدثون بالهندية؟!!! لا اعرف صراحة ..
وانا هناك والدتي قد تعبت وضاقت ذرعا - كما يقولون الفصحاء - مطالبة بغرفـة خاصة .. وكان الرد : " لا غرفة " رغم انها في اليوم السابق قيل لها ان غرفة متوفرة في الصباح اي سأنقل بعد العملية ..
طبعا لم انقل وبقيت هناك اعاني ، لا احد بجانبي اذ انه لا يسمح لاحد بالبقاء معي بالليل وقت النوم .. في صباح اليوم التالي ايضا لا غرفـة ولكن اتى والدي ومعه عمي ونا اعرف انه يمكن ان اجد غرفة من خلالهم فلابد من ان تستخدم فيتامينات من النوع " و" حتى تجد غرفة لك ..
والدتي وهي هناك تعاني من مكان لآخر من اجل الغرفة عادت تقول " لا غرفة " ، وقبل ثواني والدي قال لي " لحظات وينقلوك " ..سبحان الله .. اكتشفت ان من النعم ان يكون والدك من " البوسعيد" ..
ونقلت بعدها لغرفة خاصة .. الغرفة لا يعلى عليها وهي في الجناح الذهبي > كانك بفدق < ، وشعرت براحة نفسية لم يسبق لي ان شعرت بها سابقا منذ ان دخلت في ذاك المكان ..
اول شي وقعت عيناي فيها الفراش ، فإذا به مبقع اي انه لم يختلف عن سابقه ، رغم ان الغرفة تعطيك الرقي والنظافة كإنطباع اول ولكن " ياما خلف السواهي دواهي " ..
وطلبت منهم تغيره طبعا وتم التغير ولكن لا شيء تغير .. " يا وزارة الصحة ، يا مسؤوولي مستشفى خولة الله يخليكم ويطول من اعماركم غسلوا الشراشف عدل خذوها لـسنو وايت او غيروا ، عادي بتبرع انا اذا بغيتوا حال الشراشف " ..
الغرفة وكل مافيها مريح عدا الشراشف .. والمصيبة عندما اتضور جوعا ، احيانا هناك كنت اتسأل هل وزني زائد حتى اعطى هذا الطعام وبهذه الكمية ؟!
طعام لا يؤكل مع احترامي للقائيمين على طعام المستفيات في عُمان وضواحيها .. ارحموا المريض ، والهزيل منهم خاصة ، او ان تسمحوا للاهالي بأن يأتوا بطعام للمريض مع اتباع شروط الدكتور ، على الاقل سيأكل المريض ويتحسن ويتعافى بإذن الله ..
هنــا اتوقف في سرد هذه المآساة ، وانهي هذه القصة الأليمة ..
تحياتي :
وضحى البوسعيدي
10/9/2009

تعليقات

  1. اختي نحن ننتقد من اجل ان نكون الافضل ، اذا كل واحد سكت عن الخطأ سنصبح متخلفين ، في الماضي يخوفونا بان من يفعل ذلك هو يتدخل في امور الحكومة ، للاسف كانت نغالطات ، انا موظف حكومي وفي نفس الوقت مواطن فاذا اخطأت فيجب ان احاسب على هذا الخطأ ، فإن كان الخطأ سببه تبعات روتينيه يتحمله المسئول الاعلى ، وان كان الخطأ مني متعمدا فيجب عليهم محاسبتي وبعدها نصحي وتوجييهي الى العمل بطريقة صحيحة ، لا عيب ان نخطيء ، ولكن العيب ان نواصل الخطأ وفوق هذا متعمدين

    تحياتي اليك وبالشفاء العاجل ان شاء الله

    ردحذف
  2. علووووه نعيموه ولدي كح كح كح باغي تودي البنيه في داهية ، يا بنتي خلي عنش هذا الدمير الصغير كح كح كح عوين لا تسكتوا عن الخطأ

    سمعي كلامي يا بنتي من زمان من 50 سنة كنا جالسين عند الوالي ، وقال كلمه ان الشمس تشرق من الغرب ، قحمت انا المجنون وقلتله : يا الوالي الشمس تشرق من الشرق ، فلحظة بدون ما يتكلم الوالي قاموا الحراس وعقوني في البخار ستة أشهر كح كح كح ، ومن طلعت قلت توبه كح كح كح ، إن شاء الله يقولوا الهندوسي اصله عماني اقوله نعم بعد ولد قبايل ...

    ردحذف
  3. نعيم .. بالفعل .. لا يخرج النقد الى بهدف سام ،
    ونحن لا ننقد لاجل النقد فقط وانما لاجل مستقبل افضل ..

    وصدقت لا عيب في الخطأ العيب في استمراره ،،

    اشكرك على البصمـة والمتابعـة

    ردحذف
  4. حبابي خلفان ياهلا ومرحبا

    صحة صحة ..

    حبابي يقوولوا ذاك اول .. اوين احين تغير الحال الناس منفتحة وتتقبل الصراحة ، كاه يقولوا ولا انت شتقول؟!!

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

"لكن" المخيفة، و"الإيجابية" التي تحمل كل السلبيات

    كان اليوم طويلا .. الساعة تمر ببطء شديد، مرعب جداً كم الشعور الذي عشته بالأمس، ومرعب أكثر ما رأيته خلال ساعات.. فجأة فقدت الشعور بالجوع والعطش، ما كنت اتذكر إلا من تذكير والدي وأخي وزوجته وخالاتي. فقدت الشعور بالتعب والألم، ما شعرت إلا بالخوف وبطء الوقت، وكنت اتمنى أن يكون ما أعيشه كابوس . صعب أن تعيش لحظة يقول فيها الطبيب عن حالة تتوقعها بسيطة إلى أنها حالة بحاجة إلى إسعاف طارئ ونقل للمستشفيات المرجعية، الأكثر رعبا أن يخبروك أنهم في انتظار مستشفى يرد على توفر سرير واستقبال المريض.. وتمر الدقائق ببطء لتكمل ساعة وأنت تفقد الأمل، ويبدأ اليأس يتسلل في داخلك، خاصة وأنت تعرف عن الوضع وتشاهد الأرقام وتسمع عن امتلاء المستشفيات .   تسأل عن خيارات أخرى ويخبروك بخيار مرفق به كلمة "لكن" .. ساعة ونصف أو ربما يزيد إلى أن تلقينا رد بقبول الحالة في المستشفى السلطاني، تستعد بكل ما أوتيت من قوة، تتماسك ، تحاول أن تبدوا بمظهر القوي وفي أول لحظة يخبرك الطبيب: "لا يمكن لمرافق الدخول لسيارة الاسعاف" ، مؤلم الشعور أن تترك من تحب يغادر دون أن ترافقه وتكون بقربه.. مؤلم جدا .   كن