التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اعترافات -2-

اعترافاتـ

-2-

وضحى البوسعيدي

اعترف مجددا بأنني لن اجني من وراء هذه الاعترافات سوى متاعب وسيل من الأسئلة والتحقيقات ، وقد اجني أيضا اتهامات باطلة تمحي البراءة عني ..

اعترف وقبل الاعتراف لابد أن أؤكد لك بأن كل إنسان له طريقته في الحب وفي التعبير عما يحب وفي الحفاظ على ما يحب .. اطمئن، فأنا لا أتحدث عن حبيب بشري الآن ، فمن كانوا في مصاف الأحباء يوما ما جعلوني ابتعد عن مسار الحب هذا ، و أصبحت انتظر فارس أحلام تقليدي ، يأتي ويخبط بابا بيتنا ، ويكون ابن عرب وذا قبيلة لها صيتها حتى لا يرفض من قبل والدي والعائلة الكريمة ، وان يكون مسقطيا حيث لا يجبرني على عادات ريفية ، ويكون متفهما غير متشددا في الدين حتى لا يجبرني على النقاب ، ولا بعيدا عن الدين لا يعرف كيف هي الصلاة حتى ..

كأنني ابتعدت قليلا عن الاعترافات التي انوي الاعتراف بها ، وكأنما أبحرت في أحلامي وأحلام كل فتاة في هذا العصر ، عصر بات فيه الرجال منقرضون – اقصد هنا الرجال العزب المستعدون للزواج – فليس كل عازب راغب في الزواج ، أو مستعد له و لتحمل مسؤولياته والمسؤوليات التي تترتب بعدها . هنا لا ألوم الرجال إذا لم يستعدوا للزواج أو ابتعدوا عن التفكير فيه ، فالحياة الآن صعبة في ظل أزمة البحث عن العمل ، وفي ظل أزمة الغلاء وارتفاع الأسعار الفاحش ، فكيف له أن يستعد للزواج ، والزواج قبل حدوثه بحاجة إلى مصاريف وما بعده بحاجة إلى مصاريف أخرى ؟! والمصاريف يعني توفر الأموال والمال لن يتوفر إلا بالأعمال ، والشواغر .... إلى الآن جاري البحث عنها ..

150 ريال معونة لكل باحث عن عمل ، لن تكفيه في أن يحقق أحلامه التي يحلم بها ، بل لن تكفيه أصلا لتوفير أساسيات حياته إذا ما كان يعيل غيره أيضا ، و 50 ألف شاغر يبدو أنها لا تكفي كل الباحثين عن العمل ، إذ منذ صدور أمر سامي بتوظيف 50 ألفا لا زال هناك الآلاف من الذين ينتظرون ظهور أسمائهم في الشواغر ، أو من الذين ينتظرون اتصالا يطلبهم للعمل ..
كنت احلم بفارس وردي يعمل ويريحني من العمل ، يبدو أن علي تجديد أحلامي لتواكب العصر، عصر البطالة حيث على الفارس هذا أن يتغير ويصبح مجرد شاب له عمل ثابت وبراتب ( يمشي الحال ) مثلما يقول أي عماني ، وراتب يعيننا على الحياة ..
على أن أجدد أحلامي التي أكون فيها الأميرة في البيت بان أحولها إلى موظفة في شركة أو وزارة تقضي نصف عمرها في الكد ، والنصف الآخر ربة منزل تتراكض خلف أبنائها وتتشاجر مع خدامتها التي قد تكون لا تفهم ما المطلوب منها أو لربما تعاند لان ما تتقاضاه لا يكفيها وتحتاج لراتب أعلى عن 80 ريالا عمانيا..

علي أن أعود إلى حيث الاعتراف الذي كنت انوي الاعتراف به ، حقيقة أجد أن كل اعتراف يجر خلفه سيل من الاعترافات الحرة الغير مباشرة ، والغير مخطط الاعتراف لها مسبقا ..
يبدو أن خطتي ستتغير في الاعتراف ، وان المنهجية المتبعة ستختلف ، يبدو أنني سأركز على آرائي ووجهات نظري ، و لربما اجرد نفسي من أفعالي التي تبعدني عن المثالية والملائكية .. ولكن لا زلت مصرة أن لا ملائكة في الأرض، ومن قال أننا ملائكة الله في الأرض؟ هكذا كما تكتب زميلتي الممرضة في صفحتها على الماسنجر وأيضا على الفيس بوك ..



وضحى البوسعيدي



تابع اعترافات -1- هنا :

http://albusaidi-girl.blogspot.com/2011/08/1.html


تعليقات

  1. All the best ma lil Sis. At the end all I can say is this the life and we have to learn and gain from it. I know it's easy to say but all what we have to do is wait and to know that god is with us. Am a diploma holder and soon inshallah I ll finish ma degree. My point is that am searching for job since 2008 as I am part time student and aiming to work in full time but the ministry ...... Made it up side down. At the end I ll wait and wait inshallah. Brothers and sisters all I can say is all we have to be strong and wait inshallah everyone will get what they want 

    ردحذف
  2. للاسف الشديد صار واقعنا يبني احلامنا وليس العكس... وجهة نظر... بس دائما نبقى متفائلين..... عبدالرحمن

    ردحذف
  3. صالح الرقادي /

    اعتذر على تأخري في الرد بسبب الاعطال الفنية الخارجة عن الارادة ..

    مثلما ذكرت .. هذه هي الحياة وعلينا ان نتعلم من مطباتها

    وحقيقة اعجبني انك تبحث عن عمل وانت طالب لان هذا مايفرضه الواقع الان


    وشكرا لتواجدك هنا نورتنا

    ردحذف
  4. عبد الرحمن

    وجهة نظر نحترمها
    وقد تكونصائبا فيها
    واقعنا بين احلامنا


    شكرا لتواجدكـ هنا ..

    نورت المدونة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

"لكن" المخيفة، و"الإيجابية" التي تحمل كل السلبيات

    كان اليوم طويلا .. الساعة تمر ببطء شديد، مرعب جداً كم الشعور الذي عشته بالأمس، ومرعب أكثر ما رأيته خلال ساعات.. فجأة فقدت الشعور بالجوع والعطش، ما كنت اتذكر إلا من تذكير والدي وأخي وزوجته وخالاتي. فقدت الشعور بالتعب والألم، ما شعرت إلا بالخوف وبطء الوقت، وكنت اتمنى أن يكون ما أعيشه كابوس . صعب أن تعيش لحظة يقول فيها الطبيب عن حالة تتوقعها بسيطة إلى أنها حالة بحاجة إلى إسعاف طارئ ونقل للمستشفيات المرجعية، الأكثر رعبا أن يخبروك أنهم في انتظار مستشفى يرد على توفر سرير واستقبال المريض.. وتمر الدقائق ببطء لتكمل ساعة وأنت تفقد الأمل، ويبدأ اليأس يتسلل في داخلك، خاصة وأنت تعرف عن الوضع وتشاهد الأرقام وتسمع عن امتلاء المستشفيات .   تسأل عن خيارات أخرى ويخبروك بخيار مرفق به كلمة "لكن" .. ساعة ونصف أو ربما يزيد إلى أن تلقينا رد بقبول الحالة في المستشفى السلطاني، تستعد بكل ما أوتيت من قوة، تتماسك ، تحاول أن تبدوا بمظهر القوي وفي أول لحظة يخبرك الطبيب: "لا يمكن لمرافق الدخول لسيارة الاسعاف" ، مؤلم الشعور أن تترك من تحب يغادر دون أن ترافقه وتكون بقربه.. مؤلم جدا .   كن