التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مأســــــــــــــــــــــــــــاة

القصـــة :

فجر الجمعــة 4/9 /2009 الساعة 12:30 نتجه انا و والدي إلــى خولة .. زادت الآلام وبدأت بذرف الدموع .. كنت اعاني من ورم الذي يسمى بـ "المد " واخرون يسمونه " الخراج " وباللغة الانجليزية يسمــى " Abscess" ..
هذه الاورام تأتيني دائما وفي اماكن مختلفة اعاني منه لاكثر من عامين .. لاكثر من عامين انا بين خولة والنهضة والمركز الصحي والعيادات ..

هذه هي القصــة بإختصار ، وانا احاول هنا ان ارضي كل الاطراف فقد قرأت في كتاب " الرجال من مريخ والنساء من زهرة " انه الرجال لا يطيقون الانتظار بمعنى يملون من التفاصيل الكثيرة ويريدون زبدة الحديث بينما النساء يميلون لمعرفة التفاصيل جميعها ، لذا سأحاول ذكر التفاصيل والاختصار في نفس الوقت ..

صباح الجمــعة :

قاموا بعملية جراحية بسيطة وللمرة الثانية اقوم بها في مستشفى " خولة " .. الفرق بينها وبين الاولـى ، الاولى كانت في الرجل الايسر وبمخدر موضوعي الثانية في الرجل الايمن وبتخدير كامل .. وايضا هناك فروق اخرى منها في الثانية الالم اقل بكثير ولم ابكِ ذاك البكاء بينما الاولى شعرت انني في اخر لحظات حياتي .. الاولى في نفس اليوم عدت للمنزل الثانية فلم اعد للمنزل الى صباح الاحد 6/9/2009.

مأســـــاة :

دعوني اخبركم بالمأساة التي عانيتها ،، فلنبدأ من اخر مأساة .. اخر المآسي في فجر الجمعة ونحن بالطواريء بالخولة ، ولأول مرة اصلا وادخل للطبيب مباشرة دون انتظار او معاناة ، المستشفى وقاعة الطواريء لم تكن مكتظة كما في كل المرات ، لربما يعود السبب اننا في شهر رمضان ولا وجود لسكارى في شوارعنا فقلّت الحوادث فلا اصابات كثيرة ولا كسور ولا حالات غريبة ..
دخلنا واخذوني على سرير للمعاينة طبعا .. وانا على السرير استغربت لامر وهو انه دائما حينما يضعونني على سرير لمعاينة ما فإنهم يضعون قطعة من الورق على السرير يغطيه ويغطيه الوسادة هنا السرير عليه شرشف والوسادة كما هيه .. لم اكترث للموضوع لان الالم وقتها كان في قمته ..
اخبروني لا وجود لدكتورة وانما دكتور ، فأخبرتهم لا مشكلة .. اتى الدكتور ورأى الورم وسألني كم من سؤال وانا اشعر انني سأنفجر ، قاموا بقياس الضغط الضغط منخفض ولكن الدكتور توقع انه الممرضة اخطأت فأعادوا قياس الضغط ، قاموا بقياس السكري .. والحرارة وغيرها ..
وفاجأوني بأن علي بأن اخوض تجربة عملية جراحية بسيطة ، قمت بالبكاء فكلما تذكرت الالام في العملية الاولى ابكي لا اردايا ..
وهم ينقلوني الى غرفة عامة فلم نحصل على غرفة خاصة اكتشفت امرا .. الوسادة التي وضعت رأسي عليها > وسخة < عليها بقع حمراء وهي لكل تأكيد ستكون دماء .. لرأيته مسبقا لما وضعت رأسي هناك .. بعدت اتلوع وشعرت بغضب فأخبرت والدتي ..
وصلت لغرفة عامة لم يكن هناك سوى مريضة وانا الثانية وضعوني على سرير قبل ذلك قمت بإمرار بصري عليه فإذا بي ارى بقع على الشرشف اخبرت الممرضة لا يمكنني ان انام هنا ، هذا الشرشف ليس نظيفا اخبرتني انه نظيف كل الشراشف مبقعة اخبرتها هذا الشرشف وسخ ..
غيرت الشرشف ولكن لم يختلف عن سابقه ، اغطية الوسادة كذلك .. لم استطع ان اتحمل والمصيبة لا غرفة خاصة > حسب مايقولون < ..
اعطوني ثياب رثة لالبسها > مع احترامي لوزارة الصحة لكن تلك الثياب بحاجة لتغيير < ، تخيلوا الوان الثياب باهـــــــتة مرة ، تعطيك انطباع على انها قديمة ووسخة ولو انها نظيفـة ..
لم انم ليلتها وانا افكر في هذا المكان وفيما رأيت وافكر فيما سيحدث لي غدا ..الى اليوم التالــــــي والى غرفة العمليات ..
معاناة اخرى سأحكيها لكم لاحقا ، اشعر بتعب الآن ..


مع التحية :
وضحى البوسعيدي
7/9/2009

تعليقات

  1. الله يعينك معاناة بصراحة الع يعاقيكي اختي

    ردحذف
  2. عافاك الله من كل مرض اختي وسلامتك .. المهم ان المرض الذي اصبت به منذ عامين ، عليك بالسفر الى تايلند او الهند للفحص والعلاج ، يوجد لدينا افتقار للكفاءة الطبيه برغم وجود المقومات التي تجعلنا السباقين في النظام الصحي ، ولكن الامر يحتاج الى تغيير العقول الانانية واستبدالها بفريق عمل حقيقي ، فصحة الانسان ليست لعبة للاطفال

    ردحذف
  3. يعافينا جميعا ... ان شاء الله

    ردحذف
  4. الامير الصغير .. هذا مايفكر فيه والدي حاليا العلاج في الخارج ..

    بالفعل نفتقر للكفاءة الطبية رغم تمجيد العمل الطبي العماني في درايش ، وتشويههم لفكرة السفر للخارج > تأثرت انا < عن يصدقوا بس وينتفخ راسهم ويعيدون الحلقة
    لا الشيمة .. العلاج هنا ماشي يعني ما ماشي ماشي هو شي وماشي

    بس 70% ماشي .. عاد فهمتوا كان بها لا مااقدر اعيد يقولوا " كلام وضحى لا يعاد "

    يعافينا جميعا اخوي

    ردحذف
  5. علي الانصاري يعافينا جميعا إن شاء الله ..


    دعوة لكل المارين هنــا ،، الدعاء لجميع المرضى في هذا الشهر ،،

    ردحذف
  6. سلامتش بنتي سلامتش كح كح كح اجر وعافيه ، انا اقول احسن توسمي ، انا من خمس سنين كتوفي يوجعني كح كح كح من دختر لدختر ما فادوني ، رحت الشرقيه عند واحد موصوف حال وسم وكح كح كح ، رحت وسمت عنده وصحيت ، كان زين تروحيله ، كح كح بس خساره مات في حادث سياره الله يرحمه

    المهم يا بنتي كان يروم ابوك يشلك بمبي والا حيدر اباد زين يقولوا هناك عندهم دخاتره زينين

    سلامتش بنتي سلامتش شدة وتزول كح كح كح

    ردحذف
  7. يا ضنايا يا اختي ، دي عين ما صليتش على النبي ، تف تف تف في عين الحسود اللي حياكلها الدود ، حسدوك يا اختي ، وربنا المشافي المعافي .
    يا رب اشفي اختنا وضحى يا قادر يا كريم في الشهر الكريم ، قلبي يتقطعك على شانك ، باذن الله الشفا من كل مرض
    على العموم يا اختي ما تستسلميش للمرض ولا تفكري فيه
    ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال : لكل داء دواء الا الهرم

    ردحذف
  8. الله يسلمك حبابي ..صحة صحة ..
    ان شاء الله عمي بنجرب الوسم ،، الله يرحمه
    كان ذا مات اسير عند من؟!!!

    هيه صدقك يبالنا نرجع لزنجبار وضواحيها احسن .. حيدر اباد مانعرف حد فيها

    والله يسلمك حبابوتي .. وسلامتك كانك في لحظاتك الاخيـرة؟!!

    ردحذف
  9. ياحبيبتي يا ابلة نعمات تسلمي ع الدعاء .. الله لا حرمنا من دعائك ومن خيرك .. ربنا يخليكِ للي يحبونك ..

    عليه افضل الصلاة والسلام .. ما استسلمتش ولا راح استسلم .. دانا بقيت فأرة تجارب بجرب كل الادوية وربنا يكون في العون ..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

"لكن" المخيفة، و"الإيجابية" التي تحمل كل السلبيات

    كان اليوم طويلا .. الساعة تمر ببطء شديد، مرعب جداً كم الشعور الذي عشته بالأمس، ومرعب أكثر ما رأيته خلال ساعات.. فجأة فقدت الشعور بالجوع والعطش، ما كنت اتذكر إلا من تذكير والدي وأخي وزوجته وخالاتي. فقدت الشعور بالتعب والألم، ما شعرت إلا بالخوف وبطء الوقت، وكنت اتمنى أن يكون ما أعيشه كابوس . صعب أن تعيش لحظة يقول فيها الطبيب عن حالة تتوقعها بسيطة إلى أنها حالة بحاجة إلى إسعاف طارئ ونقل للمستشفيات المرجعية، الأكثر رعبا أن يخبروك أنهم في انتظار مستشفى يرد على توفر سرير واستقبال المريض.. وتمر الدقائق ببطء لتكمل ساعة وأنت تفقد الأمل، ويبدأ اليأس يتسلل في داخلك، خاصة وأنت تعرف عن الوضع وتشاهد الأرقام وتسمع عن امتلاء المستشفيات .   تسأل عن خيارات أخرى ويخبروك بخيار مرفق به كلمة "لكن" .. ساعة ونصف أو ربما يزيد إلى أن تلقينا رد بقبول الحالة في المستشفى السلطاني، تستعد بكل ما أوتيت من قوة، تتماسك ، تحاول أن تبدوا بمظهر القوي وفي أول لحظة يخبرك الطبيب: "لا يمكن لمرافق الدخول لسيارة الاسعاف" ، مؤلم الشعور أن تترك من تحب يغادر دون أن ترافقه وتكون بقربه.. مؤلم جدا .   كن