التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من يوميات طالب تعيس

من يوميات طالب تعيس
- التسجيل -

شاءت الأقدار بأن أكون طالبا جامعيا في أرقى مؤسسة علمية في بلادي ، رقيها يأتي من اسمها ومساحتها الشاسعة وكونها الوحيدة الحكومية التي تحمل مسمى جامعة ..
ما لا يعرفه الكثير ممن لم يحالفه الحظ بدخولها أنها كانت سببا في تعاستي وسببا رئيسا في معاناتي ..

في كل فصل تتكرر القصة وان اختلفت الحبكة ، تبدأ في يوم التسجيل الذي يتم تحديده من قبل عمادة القبول و التسجيل ونبدأ باختيار المواد بعد إعلان جدول الفصل ..

اختار و أضع مع الخيارات بعض الاحتياطات التي لابد منها ، ورغم هذا كله حين التسجيل تجد المصائب ، فإما أن تجد مقررا يعارض الآخر رغم أن كلا المقررين في الخطة هما بالفصل ذاته ..
أو أن تجد الشعب ممتلئة، والأولوية كما يزعمون للخريجين.. فما ذنبي أنا ؟!!

تكمل المعاناة في أسبوع الحذف والإضافة الذي من المفترض أن يكون حلا للمشاكل كلها ، ولكن حينما تكون طالبا منحوسا فأسبوع الحذف والإضافة ليس سوى أسبوعا إضافيا للمعاناة الشديدة ، والذي غالبا ما يكون سببا للرغبة الشديدة في الانتحار السريع ..
أسبوعا من الذل والمهانة ، فمن عمادة القبول والتسجيل إلى الكليات ما بين مكاتب المحاضرين و رؤساء الأقسام وان اشتدت المحن إلى مكتب العميد مباشرة .. وتعود إلى حيث بدأت عمادة القبول والتسجيل ..

وأحيانا كل تلك المسافات التي قطعتها لا تنفعك سوى في شيء واحد ألا وهو فقدان الوزن إن كان زائدا ، وان لم يكن كذلك فكل تلك المسافات تزيد من مرضك وتورم رجليك ، وتضخم قلبك الذي من شدة الضيق يكاد ينفجر ويتحول إلى شظايا ..
ناهيك عن الرأس الذي من شدة الصداع تنتفخ عروقه الخضراء لترسم لها لوحة على وجهك مع خليط من اللون الأحمر الذي ينبئ من يرمقه بنظرات انه وجه إنسان غاضب إلى حد الموت ..

وان كنا كشخصيات الرسوم المتحركة أتوقع أننا سنرى دخان شديد السواد يخرج من الأذنين ، و بحر من الدماء في العينين ..
ولولا احترام الآخرين لسمعنا أصوات من الصريخ التي تحمل بجوفها كل الآهات والآلام ..

لا يعرف هذا الشعور سوى طالب في جامعتي عانى للتسجيل طويلا ، فكم من أسبوع وهو يرتب جدوله حسبما يراه جيدا و يصدم في أسبوع التسجيل بجدول آخر بسبب التعارضات والشعب الممتلئة الشعب المحجوزة والتي لم يتم الإعلان عنها مسبقا أنها محجوزة وبسبب الطلبة الخريجين .. هم يتأخرون بأنفسهم وأحيانا برغبتهم والآخرون يعانون وأحيانا تصدم بأنك تسجل في شعبة مع محاضر وفي الجدول النهائي تجده مع محاضرا آخر ..
سامحكم الله وهداكم وزادكم عقلا أيها القائمون على تنسيق الجداول والتسجيل ..

وضحى البوسعيدي
9/2/2011

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

"لكن" المخيفة، و"الإيجابية" التي تحمل كل السلبيات

    كان اليوم طويلا .. الساعة تمر ببطء شديد، مرعب جداً كم الشعور الذي عشته بالأمس، ومرعب أكثر ما رأيته خلال ساعات.. فجأة فقدت الشعور بالجوع والعطش، ما كنت اتذكر إلا من تذكير والدي وأخي وزوجته وخالاتي. فقدت الشعور بالتعب والألم، ما شعرت إلا بالخوف وبطء الوقت، وكنت اتمنى أن يكون ما أعيشه كابوس . صعب أن تعيش لحظة يقول فيها الطبيب عن حالة تتوقعها بسيطة إلى أنها حالة بحاجة إلى إسعاف طارئ ونقل للمستشفيات المرجعية، الأكثر رعبا أن يخبروك أنهم في انتظار مستشفى يرد على توفر سرير واستقبال المريض.. وتمر الدقائق ببطء لتكمل ساعة وأنت تفقد الأمل، ويبدأ اليأس يتسلل في داخلك، خاصة وأنت تعرف عن الوضع وتشاهد الأرقام وتسمع عن امتلاء المستشفيات .   تسأل عن خيارات أخرى ويخبروك بخيار مرفق به كلمة "لكن" .. ساعة ونصف أو ربما يزيد إلى أن تلقينا رد بقبول الحالة في المستشفى السلطاني، تستعد بكل ما أوتيت من قوة، تتماسك ، تحاول أن تبدوا بمظهر القوي وفي أول لحظة يخبرك الطبيب: "لا يمكن لمرافق الدخول لسيارة الاسعاف" ، مؤلم الشعور أن تترك من تحب يغادر دون أن ترافقه وتكون بقربه.. مؤلم جدا .   كن