التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حوار مع مصري



حوار مع مصري
في زيارة الى حديقة النسيم ضمن فعاليات مهرجان مسقط 2011 ، قبيل سقوط نظام مبارك بأيام ، وبينما نحن على طاولة الطعام في انتظار النادل لكي نطلب ما يسكت بطوننا من عزف الموسيقى المزعجة ، فإذا بمصري قادم الينا بابتسامة عريضة كعادة كل المصريين ، وبترحيب رهيب ، ونحن من الجوع (مكشرين ومش عاوزين أي تنكيت .. عاوزين اكل يابني ) ونقابل ترحيبه بـ ( اش عندكم ؟ ) واذا به ينهال الينا بأصناف الطعام التي يملكوها من ضمنها الكشري والمحشي والشاورما وفطاير .. استفهامات على رؤوس من معي .. ( اش هو الكشري ؟ ) حديث جانبي ، رغم انني لا اعرف ماهو لم اهتم بمعرفة ماهيته لانني لن اطلب طعاما لا اعرفه ..
ولكن من معي عكسي يحبون المجازفة ( صحن محشي و صحن فطيرة لحم وصحن فطيرة مكس (لحم ودجاج) و4 شاورما دجاج وبعض من المشروبات الغازية المنوعة )
ذهب وعاد فيما بعد بابتسامته التي لا تفارق وجهه .. ولكن كالعادة لابد ان تكون لدينا تعليقات ومطالبات اخرى لا نكتفي بما يقدم ( عاوزين كتشاب و داغوص ( الشطة الحارة) وملح ) قال :( هو احنا ما نئدمش اللي تطلبوه لان البلدية منعت ) ( هو ليه منعت ؟ ) ( لان بعض الشباب عاملين بطفوا السجاير على الكتشاب) .. في داخلي اقول ( اخسه عليكو يا شباب عمان فشلتووونا ) .. وقال ( بس لعيونكو حجيب لكو في جلاس) (شكرا) ..
دقائق واحضر لنا ماطلبنا .. اكلنا رغم ان الاكل لم يعجبني ولكن الجوع احيانا يجعلك تأكل بشراهة وتلزم الصمت .. وحينما انهينا ما على الطاولة طلبنا لنسدد الفاتورة ..
وهنا حوار اخر ..
- انتوا من فين ؟
- من مسقط .. وانته؟
- من مصر
- وين من مصر ؟
- من ...( لا اذكر المنطقة التي ذكرها لاني تقريبا سمعتها ولاول مرة )
- هو انته مع حسني مبارك ولا ضده ؟
- انا مع الشعب
- يعني مع حسني ولا ضده ماهو الشعب مع وضد
- لا ضده طبعا .. بس حتشوفوا حيرحل يعني حيرحل
- ماهو مرت كم يوم .. في النهاية الناس تتعب وهو مايتعبش
- بصي ، احنا عندنا حرية انتوا ماعندكمش
- عندنا حرية
- مش قادرين تعملوا زينا
- ياعم نحنا مانحتاجش داحنا الحكم معروف من قبل مانتولد وراثي .. ومش عاوزين زحمة الانتخابات وعوار الراس
- ماهي دي المشكلة عندنا ، كان عاوز يعمله وراثي بس بصي لو رجع وتولد مرة تانية وترضع من صدر امه ماراح يكون وراثي وماراح يرجع يحكمها مصر
جملته الاخيرة اضحكتني بقوة .. ولان الطاقة عادت الي بعد العشاء الخفيف فقد اطلقت ضحكة وكأنها كانت محتبسة في داخلي منذ زمن ..
حقيقة ثورة 25 يناير انتجت الكثير من العبارات والكلمات والافكار الخطيرة .. وكشفت الستار عن الكثير من اشقائنا المصريين المبدعين في الكلام ، و اتاحت لي الفرصة للغوص في هذا الحديث مع هذا المصري الطيب والظريف..

وضحى البوسعيدي
13/2/2011

تعليقات

  1. الحمد لله الشعب انتصر
    و عقبال كل الشعوب المظلومة
    عقبال اليمن و الجزائر و ليبيا و يا رب ولي من يصلح

    امين
    موديل

    ردحذف
  2. امين

    شكرا لتواجدك
    اسعدني تعليقك ..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

مجبور .. لا بطل

خرج من بيته مرتديا السواد ، ذاك اللون الذي يراه مواكبا للموضة ، فهو لون الروك و ستايلات الايمو .. هو يراه شيئا يفرحه ، في حين غيره من ابناء امته يرتدون السواد للحزن .. يبكون ويتباكون وهو مهما حاول فلا دموع تذرف من عينيه .. يبدأ بنواح مزيف حتى لا يجدوه مختلفا عنهم .. يحاول ان يشعر بالحزن ولكن لا شيء يحزنه ، يفكر ويستغرب : لم يحزنون؟! يبكون لوفاته ، فكم من الناس توفوا .. توفى جده من قبله وهو اعلى شأنا منه وفي ذكرى وفاته لا يرتدون سوادا ولا يبكون او يتباكون ، فمن هو حتى يتباكو شهرا لذكرى وفاته؟! ويحزنون شهرين لذلك؟! لا زال يفكر ولا زال يفعل مايفعلون .. فليس بيده الا ان يتبعهم و الا كان من الكافرين ، فيذكر اسمه متبوعا بـ لعنة الله عليهم اجمعين .. فيجد نفسه مجبورا لفعل مايفعلون ، ويوقف عقله عن التفكير ، وما عليه سوى ان يكون من التابعين.. وضحى البوسعيدي 20/12/2010

كيف تزيد فرصك في الحصول على وظيفة؟

حسب احصائيات سجل القوى العاملة في سلطنة عمان لعام 2016 بلغ عدد الباحثين عن العمل المسجلين 42 ألف باحث ، منهم 67% إناث .. و في ظل التحديات التي تواجهها الدولة اقتصاديا ، بات البحث عن العمل تحدي يواجهه كثير من الشباب . و هذا التحدي مشترك في اغلب الدول . هنا اشارككم من تجربتي ببعض النصائح التي قد تزيد من فرصك في الحصول على الوظيفة، والتي قد شاركت بها متابعين حسابي على تطبيق سناب شات marketme_om