التخطي إلى المحتوى الرئيسي

محلاتهم ، ومحلاتنـا

لا زلت في مرحلة المقارنة بيننا وبينهم ، مؤكدة في ذلك انهم يملكون ماهو مدهش ورائع ، ونحن كذلك، ونملك نحن ما هو بحاجة الى استئصال وهم كذلك ..
نتشابه في ان كلانا (اي عمان وامريكا ) ايجابيات وسلبيات ، ونختلف في مواضع السلبية والايجابية.. واليوم سأحكي لكم عن احد ايجابياتهم التي اتمنى من كل اعماق قلبي ان تنتقل إلينا ..
محلاتهم : اعتقد انني لست بحاجة للحديث عن بضاعتهم وانواعها ، وعن مباني المحلات وكيف هي ، لانكم تدركون وربما وضعتم لها تصور دون الادراك حتى ، وذلك نتيجة ما شاهدتموه بشاشات التلفزيون ، والتلفون ، والكمبيوتر و السينما .

محلاتنا : تعرفونها حق المعرفـة ، مبانيها بضاعتها ، ولا تنسوا الاسواق التقليدية .. اجمل ما نملك ولا يملكونه بنفس مواصفاتنا .
ما أود الحديث عنه هو : البائع في المحل ..
محتارة انا كيف ابدأ؟ هل ابدأ من عندنا ام من عندهم ..؟!!  او لربما الحديث عن البائع عندنا اتركه لكم ..
هناك / الباعة تعاملهم معك هي ما يجبرك للعودة للمحل مرة مرتين وعشـر .. الباعة هناك مثقفون متعلمون وليسوا فقط حاملي الثانوية العامة بل يملكون شهادات جامعية ،  بالاضافة الى شهادات من الزبائن في طيب تعاملهم .. احداها " شهادتـي انا " ..

بالصورة : احد الباعة في حديقة "سيلفر وود" ، رجل قد اكل الشيب رأسه ، يبدو وانه في السبعين من عمره ، وحين الحوار معه فهو حامل لشهادة الماجستيـر .. وهو بائع ..
شهادة البكالوريوس او الماجستير او حتى الدكتوراه ليست مهمة جدا ، ولكن المهم هو كيف تعامله مع الزبون ..
استقبلنا بابتسامة ، السؤال عن الحال ، وما هو طلبنـا .. والى ان جهز الطلب دخلنا من نقاش لاخر، يسألنا من اين نحن ، يخبرنا عن نفسه ونخبره عن أنفسنـا .. يمر الوقت ولا نتذمر لاننا لم نشعر بالوقت حتى .
في محل اخـر : وانا ابحث ، جاءت لتسألني ان كنت احتاج لمساعدة .. شكرتها واخبرتها بأنني القـي نظرة على الكل بعدها سأختار.. وحينما ذهبت للدفع ، المحاسبة تستقبلنا بابتسامة تسأل عن الحال ، وكيف هو يومكم ، وندخل في حديث ونقاش وهي تقوم بعملها بالمحاسبة .. نشعر براحة وتدعونا لزيارة المحل مجددا..
المشهد تكرر ، الابتسامة وحوار ، يشعرونك وكانهم يعرفونك .. والمشهد مستمر هناك ..
في حين ان المشهد عندنا ... ( لكم الساحة للحديث عنه في التعليقات ) ..
تحياتي :
وضحى البوسعيدي
08/08/2012

تعليقات

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. قد نرى في أسواقنا الشعبية قمة اللطف في التعامل والوجه البشوش والإبتسامه الرضيه ..
    لربما لم يحصلوا حتى على الثانوية ولكن طيب قلوبهم ومشاعرهم الصادقه تجبرك إلى الرجوع إليهم راغباً..

    بينما في بعض الاسواق ترى من ملأته الحياة بمأسيها يحمل أعباء أسرة.. ولديه من الشهائد الجامعية ما تسمح له بالتوظيف في أعلى مراتب الدولة ..

    ولكنه لا يجدها فيرضى بلقمة العيش القلية اللتي لربما لا تكفي أسرتة ..
    فإبتسامتةرضا مليئة بالمعاناة.
    هذا الفرق بين ( اليمن وأمريكا )

    ردحذف
    الردود
    1. جميل يا سارة ..
      في عمان ايضا ، بالاسواق التقليدية نجد فيهم شيـاب يدخلون قلوبنا من غير طرق .. بشاشة وابتسامة وحكايات ، اجمل ما في الاسواق التقليدية
      لا يحملوا شهادات واغلبهم لم يتعلموا سوى القرآن .. ولكن اسلوبهم في التعامل مع الزبون قمة في الروعة

      بينما في المراكز التجارية
      حملة شهادات دبلوم الثانوية .. واسلوبهم في التعامل لا اعرف كيف اصفه لكم
      لا وجود لكلمة تصف التعامل العجيب والغريب

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

"لكن" المخيفة، و"الإيجابية" التي تحمل كل السلبيات

    كان اليوم طويلا .. الساعة تمر ببطء شديد، مرعب جداً كم الشعور الذي عشته بالأمس، ومرعب أكثر ما رأيته خلال ساعات.. فجأة فقدت الشعور بالجوع والعطش، ما كنت اتذكر إلا من تذكير والدي وأخي وزوجته وخالاتي. فقدت الشعور بالتعب والألم، ما شعرت إلا بالخوف وبطء الوقت، وكنت اتمنى أن يكون ما أعيشه كابوس . صعب أن تعيش لحظة يقول فيها الطبيب عن حالة تتوقعها بسيطة إلى أنها حالة بحاجة إلى إسعاف طارئ ونقل للمستشفيات المرجعية، الأكثر رعبا أن يخبروك أنهم في انتظار مستشفى يرد على توفر سرير واستقبال المريض.. وتمر الدقائق ببطء لتكمل ساعة وأنت تفقد الأمل، ويبدأ اليأس يتسلل في داخلك، خاصة وأنت تعرف عن الوضع وتشاهد الأرقام وتسمع عن امتلاء المستشفيات .   تسأل عن خيارات أخرى ويخبروك بخيار مرفق به كلمة "لكن" .. ساعة ونصف أو ربما يزيد إلى أن تلقينا رد بقبول الحالة في المستشفى السلطاني، تستعد بكل ما أوتيت من قوة، تتماسك ، تحاول أن تبدوا بمظهر القوي وفي أول لحظة يخبرك الطبيب: "لا يمكن لمرافق الدخول لسيارة الاسعاف" ، مؤلم الشعور أن تترك من تحب يغادر دون أن ترافقه وتكون بقربه.. مؤلم جدا .   كن