التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بلا عنوان -3-



بلا عنوان -3-

- * آلو
- ** صمت طويل
- * يبادلها الصمت
- * يستسلم وبهمس / عذراء؟!
- ** بصوت همس نفسه ممزوج بخجل / هلا
- * كيفك ؟!! خفت عليك... أنا فراس متصل فيك من الأردن
- ** انا بخير ..
وفجأة ينقطع الخط .. ولا زالت تنادي : آلو .. آلو .. وتعتصر ألما .. ولكن لا جدوى..
لا إرسال .. وانقطع الخط .. ولا أمل لإعادة اللحظة ..

هذا ما حدث بالاتصال .. وهذا ما يتكرر في ذهنها على مدى 24 ساعة .. تسرح في الأمر وتنسى ما يحدث حولها من أحداث ..
تحدثها امها / سيري ساعدي خيتش ..
انتيه .. علامش !!!
هي / لازالت تحلم بأحلام اليقظة .. عقلها معه .. وقلبها كذلك .. ومسكينة والدتها تنادي وتتحدث وكأنها تبادل الحائط الحديث ..
وفجأة .. صفعة على خدها توقظها مما كانت فيه ، وتعيدها إلى الواقع المرير والممل .. حياة بين زخات المطر ، وأصوات العواصف والرياح ، وقطرات الماء من حولها والماء من تحتها والم الصفعة في خدها وغم وهم ...
تقف وهي تتذمر تذهب بدلا من أن تساعد أختها والبقية تصعد لغرفتها وتعود للأحلام ..
****************************************************************************************************************

دقات الباب غير طبيعية .. أصواتها تخيف مسمعيها ، كل ما تبادر في أذهانهم غايتها انه بشرى وفاة احدهم .. أو لربما وفاة عائلة بأكملها جراء هذه الكارثة ..
القلوب تنبض خوفا من الخبر المتوقع ..
تنزل هي وتلقي عليهم بنظرات .. الكل خائف ويبادلها النظرات ذاتها.. لا احد يتجرأ بأن يفتح الباب ..
خوفا من أن يسمعوا مالا يشتهون سماعه وهم في تلك الحالة .. فلا مفر ولا مهرب ولا شيء اخر .. فتلك اللحظة هي لحظة الذروة .. السماء غاضبة بشدة
تبكي بعمق .. وبغضب
الرعد والبرق ..
وانهمار المطر ..
والريح .. والعاصفة ..
اختلطت المشاعر واختلفت معها طرق التعبير ،،
ولكن .. الصاعقة / الخبر لا وفاة احد وانما ولادة جديد ..
الكارثة / لا طريق لشقه لابد من المغامرة للوصول اليها ..
والمصيبة الكبرى / والدتي هي المنقذة .. بمعنى اخر هي في خطر .. ونحن في خوف ولا مجال لرفض معاونة الاخرين .. لا بد من التضحية من اجل الوطن والمواطن ..
ذهبت معهم .. وقلبنا معها .. ودموعنا محبوسة في اعيننا ..
كنا ندرك ان لا طريق هناك فقد كنا محصورون بين تلك الاودية ، وفي الوقت ذاته نتفهم الوضع ولكن لماذا لا يتفهموا هم وضعنا ؟!!!
لماذا الدولة لا تكترث بنا إلا حينما تقع كارثة ؟!!! هل كان لابد من أن يمر بنا " جونو " كي نكون محط أنظار واهتمام ؟!!
أو لابد من أن يأتي احد الوزراء ويبني له قصرا هناك كي يتم الاهتمام بنا نحن " العامراتيين " الشعب المناضل والمضحي من اجل الوطن والمواطن؟!!
أو لابد من أن .. و أن ...
كثير من التساؤلات تبادرت في أذهان كل عامراتي وقتها ، ويومها وليلتها وأسبوعها وشهرها وسنتها ليومنا هذا ..
لن ننسى تلك اللحظات ، فلا مجال للنسيان ..
وسنظل نذكر المعاناة ، ونذكر ما فعلناه ، وما حققناه ...

****************************************************************************************************************

يتبع لحين عودة الشهية للكتابة ..


وضحى البوسعيدي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي

التخطيط .. جلدا للذات؟!!!

بالأمس و أنا في الطريق لمشوار ما ، كنت استمع لمذيعة في احدى الإذاعات المحليـة تتحدث عن التخطيط للعام الجديد وتذكر وجهة نظر قائلة فيما معناه : لا داعي للتخطيط ، لأن التخطيط قد يتسبب بجلد الذات ، وجلد الذات يهدم النفس.. حقيقة لو أنني لم أكن خلف مقود السيارة لاتصلت ردا على ما قالته.. لأن وجهة نظري مغايرة جدا عن المذكور أعلاه، فبالنسبة لي التخطيط هو الدافع بأن تسير حياتك بإنجازات و إنتاجية أفضل مع تقليل فرص إضاعة الوقت والجهد والمال أحيانا. التخطيط السليم بوجهة نظري لا يمكن أن يتسبب بجلد الذات، لأن على التخطيط السليم أن يكون تخطيطا يتناسب مع قدراتك و ظروفك ، و أن يكون تخطيط مرن قابل للتعديل حسب ما تمر به من ظروف مؤثرة على إمكانياتك.

"لكن" المخيفة، و"الإيجابية" التي تحمل كل السلبيات

    كان اليوم طويلا .. الساعة تمر ببطء شديد، مرعب جداً كم الشعور الذي عشته بالأمس، ومرعب أكثر ما رأيته خلال ساعات.. فجأة فقدت الشعور بالجوع والعطش، ما كنت اتذكر إلا من تذكير والدي وأخي وزوجته وخالاتي. فقدت الشعور بالتعب والألم، ما شعرت إلا بالخوف وبطء الوقت، وكنت اتمنى أن يكون ما أعيشه كابوس . صعب أن تعيش لحظة يقول فيها الطبيب عن حالة تتوقعها بسيطة إلى أنها حالة بحاجة إلى إسعاف طارئ ونقل للمستشفيات المرجعية، الأكثر رعبا أن يخبروك أنهم في انتظار مستشفى يرد على توفر سرير واستقبال المريض.. وتمر الدقائق ببطء لتكمل ساعة وأنت تفقد الأمل، ويبدأ اليأس يتسلل في داخلك، خاصة وأنت تعرف عن الوضع وتشاهد الأرقام وتسمع عن امتلاء المستشفيات .   تسأل عن خيارات أخرى ويخبروك بخيار مرفق به كلمة "لكن" .. ساعة ونصف أو ربما يزيد إلى أن تلقينا رد بقبول الحالة في المستشفى السلطاني، تستعد بكل ما أوتيت من قوة، تتماسك ، تحاول أن تبدوا بمظهر القوي وفي أول لحظة يخبرك الطبيب: "لا يمكن لمرافق الدخول لسيارة الاسعاف" ، مؤلم الشعور أن تترك من تحب يغادر دون أن ترافقه وتكون بقربه.. مؤلم جدا .   كن