طاب يومكم .. وسعد صباحكم ، ومسائكم ..
لا اريد ان اكدر مزاجكم منذ الصباح ولكن ماذا عساي ان افعل؟!!! .. لا استطيع ان اترك هذا الموضوع يمر مرور الكرام كما قال صاحب الجلالة في خطابه بسيح المكارم .. ولكنه كان يتحدث عن الحوادث وانا سأتحدث عن الـ طواريء في مستشفيات مسقط وضواحيها ..
لا يخفى على متابعي هذه المدونة تجاربي مع مستشفيات مسقط ، لذا ما سأكتبه لن يكون مكتسبا من ثقافة سمعية وانما مكتسبة من تجربة ذاتية ..
في يوم من الأيام السوداء اصبت بوعكة صحية وبصورة فجائية ولم استطع التحمل وكانت حالتي يرثى لها ، فتوجهت كأي مريض عماني آخر الى اقرب مرفق صحي ، ولأن الوقت كان مابعد منتصف الليل تقريبا 1 فجرا فلا وجود لمراكز صحية او عيادات ، لذا لم يكن الاقرب وقتها سوى التوجه إلـى المستشفى الجامعــي .. ( كنت وقتها بـ الخوض ) ..
ولأن الحالة طارئة فقد توجهت إلى الطواريء ، واذا بهم يدخلونني الى المعاينة .. لا استطيع التنفس ولا التحدث ، والممرضة تسأل / فيه همى؟!! اش فيه تئبان ؟!! ..شعرت وقتها وكأنني اريد ان افلعها(بحذائي).. قامت بقياس الضغط ، دقات القلب ، السكري ، درجة الحرارة بواسطة الاجهزة ..
وقيل لي ان انتظــر ..
وبقيت في غرفة الانتظار مع الاخرين هناك يعانون ، لا اعرف متى اتوا هناك ، لكن شفقت عليهم كما كنت اشفق على نفسي وربما اكثر لكونهم اتوا قبلي ..
المصيبة ،، حالتي تقريبا كانت الاسواء ، من هم هناك يرحمونني حتى ان البعض قام بالتحدث مع من هم هناك ليدخلووني .. حتى رجال الامن يومها قاموا بمحاولة التوسط .. ولكن يآتي الرد من هناك " لا سرير " ..
ماشي سرير يبقى المريض بر يمووت ؟!!! عالجوه ولو بكرسي .. هذا هو الطواريء ولا ما شفتوا مسلسل ER ..؟!! ..
هناك اختراع يسمى " القدرة على التصرف وحل المشكلات " .. " ماشي سرير " .. ممكن معالجة المريض ولو على الكرسي .. لا تحتاج الى ذكاء خارق للتوصل الى هذا الحل ..
طبــعا بقينا هناك الى ان توفر السرير ، وبعد توفر السرير تقريبا الساعة 3 فجرا ، تأتي طبيبة وتسأل ، وتأتي بعدها اخرى ونفس الاسئلة طبعا ،، والمصيبة انني اتعالج هناك بمعنى اخر تقارير الطبية وملخص حالتي موجود عندهم بالاجهزة .. اذن ماذا كانوا يفعلون كل ذاك الوقت بالاجهزة ؟!!! استغرب جدا حينما ارى طبيب على جهاز كمبيوتر وفي النهاية لا تجد نتيجة جلسته امام ذاك الصندوق المربع ..
هذه احد المآســي التي حدثت .. قلت غايتها لربما في ذلك اليوم اشتت الازمات .. ولكن المصيبة الكبرى مرة اخرى توجهت لطواريء المستشفى الجامعي وتكرر الحدث وهذه المرة اسواء من سابقه ..
من الساعة 10 مساء نحن في الانتظار الى الساعة 2 فجرا .. وبعدها بقيت على السرير اتى الطبيبة مرة واحدة فقط طلب بسحب الدم ( طلب روتيني ) وذهب ولم يعد .. الى الساعة 5 فجرا حينما طفح الكيل فخرجت امي اليهم فإذا بالطبيب يقول ( لقد نسيت ) ..
اذن كيف ستفضى اسرة ( جمع سرير ) الطواريء اذا كان الطبيب ينسى متابعة المرضى ؟!!!!!!
يعني المريض بيتم هناك ويبات ، والثاني برا ينتظر متى يحين دوره وهم يقولولك ماشي سرير ؟!! .. > اش هالحـــالة؟!!<
لم اعاني من طواريء الجامعة فقط وانما ايضا طواريء مستشفى "خولة " و " النهضة" .. اطباء الطواريء قلة ، الكادر الذي يعمل غير كاف مقارنة مع حجم الكوارث التي تحدث ليلا ..
يا وزارة الصحــة .. لم لا تصدري قرارا بأن يكون هناك مركز صحي او مركزين في كل ولاية تتناوب في العمل ليلا لاستقبال الحالات الطارئة بجانب المستشفيات ..
فكما تعلمون في مسقط الكثافة السكانية عالية ، المستشفيات التي يهرع اليها المواطنون اثناء حدوث الكوارث ليلا هي " النهضة ، خولة ، السلطاني ، الجامعة " مقارنة بالكثافة السكانية هي غير كافية بتاتا ، ولمتابعي الحالات هناك يدرك ما اقول ..
اسمحولي ع الاطالة ، سأذهب الان لاستكمال المذاكرة ..
دعواتكم لي بالتوفيق
تحياتي /
وضحى البوسعيدي
18/1/2010
تعليقات
إرسال تعليق