التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بـلا عنوان -4-



بلا عنوان -4-

لم تذق أعيننا النوم ، ولا بالنا الراحة ، جميعا مشغولين البال نفكر في والدتنا .. أين ذهبت ؟ وكيف هي الآن؟ ماذا حدث؟
نفكر .. ماذا سيحدث لنا ؟!
توقف المطر .. ولم يتوقف الخوف .. خصوصا في ظل انقطاع الكهرباء وانعدام الماء ..
لم ينعدم الماء نهائيا ولكن الصالح منه انعدم .. وانقطعت سبل التواصل مع الآخرين ..
ولم يبقى سوى التواصل العاطفي ..
نسيته ولأول مرة .. الظروف الصعبة تعين على النسيان .. والعواصف خير معين على ذلك .. هذا هو الاستنتاج الذي استخلصته من تجربتي آنذاك ..
****************************************************************************
بعد ساعات وساعات من الانتظار ، تعود والدتي إلى المنزل ، نشكر الله على هذه النعمة ..
وزال شيء من الخوف في داخلنا ..
وبدأت تحكي لنا ما حدث ، باختصار .. استحقت لقب " سوبر وومن super women " يومها ..
ولم نكمل ساعتين معها إلا وتخرج من المنزل عائدة إلى مقر عملها بالمستشفى ..
المستشفى الوحيد هناك ..
مستشفى " ابن سينا للأمراض العقلية والنفسية " في تلك اللحظة اصبح غير الذي يعرف عليه ..
فكان هو مستشفى للنساء و الولادة .. مستشفى لعلاج الجروح ، ولإنقاذ الغرقى ، مستشفى لاستقبال الجثث ، بمعنى آخر مستشفى الكل بالكل ..
لم يقتصر خروجها هي بل والدي أيضا ...
ونحن بقينا هناك ، كلما فكرنا بالخروج نهرع إلى الداخل ونعود ..
المشاهد كانت رهيبة ومخيفة ، الأشجار تلك التي كانت تقف شامخة ذات يوم اصبحت على الأرض مكسورة ، عارية تماما من الأوراق ..
مستقبلات الإرسال التي توضع على أسطح المباني كانت على الأرض بوضع آخر ، تستقبل نظرات الشفقة والآسى والتحسر ، مظلات المنازل ومنهم منزلنا كانت مكسورة ومتطايرة تجدها هنا وهناك باحثة عن مأوى ..
شتات .. ودمار ..
العامرات اصبحت ليست سوى مهدمات وقتها ..
*************************************************************************

لا تلفزيون ، لا هاتف ، لا كمبيوترات ، ولا انترنت .. الملل وقتها اجتاحنا بكل قواه ..
فلم يكن بيدي سوى استعادة الماضي الجميل لأبعد عني الكآبة ، والتعاسة ، ولأوهم نفسي بأنني في سعادة ..
عدت إليه .. إلى تلك اللحظات التي بيني وبينه ..
أول لحظة ..
أول لقاء ..
حيث أول حب ولكن بدأ بإعجاب ..
- السلام عليكم
ارد عليه وانا غير مبالية بصاحب الصوت : وعليكم السلام والرحمة
ارفع رأسي لاجده يتأملني ، واتأمله لا شعوريا ..
فتح الباب وخرجنا ..
اتجه شرقا فاتجهت غربا ، انا في سيارتي ، وهو هناك كاشخا ينتظر احدا..
لقد كان انيقا في لبسه .. اول مرة شاب عماني تعجبني اناقته ، مرتبا ، ولكن مايثير الدهشة .. لا يملك أي ملامح عمانية بتاتا ، ولم يكن يرتدي الكندورة ..
ولم اعرف انه عمانيا الا بعد ان عرفت اسمه بعد فترة ..
وبعد حديث معه ، ادركت انه من سكان الداخلية .. بالتحديد مدينة " فرق " في " نزوى "..
**********************************************************************
تكررت لقاءاتنا الصامتة هناك في " بريتش كانسل British council " ، لقاءات تتحدث فيها العيون بصمت .. وبإعجاب..
تطور الوضع ، فأصبحت تلك اللقاءات تتخللها بعض من الأحاديث الروتينية ، السؤال عن الحال والأحوال وعن الدراسة ودورة اللغة الانجليزية ..
إلى أن جاء ذاك اليوم فتجرأ هو طالبا بريدي الإلكتروني ..
لم أتردد بإعطائه فقد كنت انتظر مثل هذه اللحظة ولكن بشكل آخر ..
كنت اتمنى لو انه يطلب عنوان منزلنا ليخبرني انه آت ليطلب يدي من أهلي ، فأجيبه انا : بفكر .. واتركه في عذاباته ينتظر ردي ، واتغلى في ردي واعود إليه بعد اسبوع على الاقل لاخبره بموافقته ، ليطير هو فرحا ، ونحدد موعد الزفاف ، واصبح كالملكة كل طلباتي تلبى.. ..
كانت محض احلام وامنيات لم تتحقق بعد ..
31/1/2010

تعليقات

  1. جميل يا اعلاميه المستقبل

    تقديري

    رحمه ال خليفين

    ردحذف
  2. تسلمي يا ا.رحمة
    على التعليق ..

    والمتابعة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تزيد فرصك في الحصول على وظيفة؟

حسب احصائيات سجل القوى العاملة في سلطنة عمان لعام 2016 بلغ عدد الباحثين عن العمل المسجلين 42 ألف باحث ، منهم 67% إناث .. و في ظل التحديات التي تواجهها الدولة اقتصاديا ، بات البحث عن العمل تحدي يواجهه كثير من الشباب . و هذا التحدي مشترك في اغلب الدول . هنا اشارككم من تجربتي ببعض النصائح التي قد تزيد من فرصك في الحصول على الوظيفة، والتي قد شاركت بها متابعين حسابي على تطبيق سناب شات marketme_om   

مجبور .. لا بطل

خرج من بيته مرتديا السواد ، ذاك اللون الذي يراه مواكبا للموضة ، فهو لون الروك و ستايلات الايمو .. هو يراه شيئا يفرحه ، في حين غيره من ابناء امته يرتدون السواد للحزن .. يبكون ويتباكون وهو مهما حاول فلا دموع تذرف من عينيه .. يبدأ بنواح مزيف حتى لا يجدوه مختلفا عنهم .. يحاول ان يشعر بالحزن ولكن لا شيء يحزنه ، يفكر ويستغرب : لم يحزنون؟! يبكون لوفاته ، فكم من الناس توفوا .. توفى جده من قبله وهو اعلى شأنا منه وفي ذكرى وفاته لا يرتدون سوادا ولا يبكون او يتباكون ، فمن هو حتى يتباكو شهرا لذكرى وفاته؟! ويحزنون شهرين لذلك؟! لا زال يفكر ولا زال يفعل مايفعلون .. فليس بيده الا ان يتبعهم و الا كان من الكافرين ، فيذكر اسمه متبوعا بـ لعنة الله عليهم اجمعين .. فيجد نفسه مجبورا لفعل مايفعلون ، ويوقف عقله عن التفكير ، وما عليه سوى ان يكون من التابعين.. وضحى البوسعيدي 20/12/2010

باب لاستقبال التهاني والتبريكات بمناسبة حصولي على " الليسن "

هُنـا باب لاستقبال التهانـي و التبريكات السلام عليكم .. يسعد يومكم يا زوار المدونـة .. قبل ساعة ، نجحت في اختبـار رخصة القيادة بعد معاناة دامت لـ 3 سنوات ، بمعدل 9 محاولات ، 8 منها فاشلة والاخيـرة اليوم والتي انتهت بالنجاح .. سأحكـي لكم قصتي مع هذه الرخـصة العجيـبة ، في الأيام اللاحقـة .. المهم انني حصلت عليها + اهدانـي عمي سيارة ( بيجوت ) ، ولو انها مستعملة ولكن على الاقل معي سيارة اتشاحط بها لووولز .. وهنا استقبل تهانيكم وتبريكاتكم .. وايضا هداياكم اذا في حد بعد يبغا يهديني سيارة مثلا .. 22/08/2010 وضحى البوسعيدي